لا تُعَامِل كل الناس بأسلوب واحد

حوارات

يُدرك المرء العاقل، لا سيما الأريب اللبيب، الذي تعلّم فعلاً من تجارب الحياة، أنّ هناك أصنافاً مختلفة من الناس، ووفقاً للمنطق، يتوجّب عليه التعامل معهم بناء على اختلافهم السّلوكي، فيوجد أسلوب معيّن ينفع مع فئة معيّنة من الناس، ويوجد أسلوب مختلف ينفع مع آخرين.

ومن بعض مبادئ التعامل مع الناس وفق شخصياتهم وسلوكيّاتهم، نذكر ما يلي:

- الأرحام وذوو القربى: يستلزم على المرء العاقل أن يتعامل مع أرحامه وأقربائه بالحبّ، والاحترام، والتقدير قدر الإمكان، وأن يتجنّب تعمّد إيذائهم، وأن يُحسن إليهم في السرّ والعلن، وأن يعفو عن مسيئهم قدر المستطاع، وأن يبادرهم بالخير، ويوفي بحقوقهم عليه.

- الناس الصالحون: يتعامل اللبيب مع الأفراد الصالحين بالأخلاق الحسنة، لأنهم لا يستحقون أقلّ من ذلك، وبسبب كونهم النخبة الأخلاقية في المجتمع، وحري به أن يقتدي بهم، ويعينهم على نشر الصلاح في البيئة المحيطة عبر محاكاة أخلاقهم الفاضلة.

- أهل البغي: الباغي هو المعتدي على الآخرين الآمنين، وهو من يتجاوز الحدود الأخلاقية المتعارف عليها في المجتمع، وهو من لا يسلم من شرّه عامة الناس، ومن يظلم من هو أضعف منه، وهو الفاسد أخلاقياً، وأفضل أسلوب في التعامل مع أهل البغي هو تفادي إظهار الضعف أمامهم.

- الفقراء والمساكين: هم الأولى بالصّدقة، بعد الأرحام وذوي القربى، ومن يتعامل بإحسان مع من هو دونه يرزق بالإحسان ممن هو أفضل منه خلقاً، وأكثر إحساناً، ومجالسة الفقراء والمساكين بين الحين والآخر، تورث التواضع وشكر النِّعَمْ.

- النرجسيّ المتكبّر: أفضل أسلوب في التعامل مع النرجسيّ المتكبّر هو التوقّف عن تغذية نرجسيته عبر تجاهله، وربما ينفع التكبّر عليه بين الحين والآخر بهدف فَشِّ انتفاخه النرجسيّ، وبتفادي التحدّث معه قدر المستطاع.

- الصديق الصدوق: طوبى لمن لديه حالياً في حياته صديق صدوق، قولاً وفعلاً، ويجدر بالعاقل أن يعتبر هذا النوع من الناس (الصديق الصدوق) عملة نادرة يجب عليه الحفاظ عليها عن طريق مبادلة صديقه الصدق والمودّة والأخوّة نفسها التي يتلقّاها منه، ويحفظه في سرّه وعلنه.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@