الأربعاء 05 فبراير 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الكويت بحاجة  إلى فتح أبواب مسؤوليها
play icon
الافتتاحية

الكويت بحاجة إلى فتح أبواب مسؤوليها

Time
الثلاثاء 04 فبراير 2025
View
6370
أحمد الجارالله

المسؤول كالطبيب، عليه أن يكون مستعداً طوال الوقت، وعلى هذه القاعدة، تعمل بعض دول الخليج التي تسابق الزمن في تحقيق أقصى درجات الرقي والرفاهية لشعبها، ويعمل الجميع على التنمية، من أكبر موظف إلى أصغرهم، لأن هناك إيماناً راسخاً أن الفرصة كالطيور يجب ألا تفلت من يد الصياد.

لهذا، فمؤسساتها تعمل بنظام النوبتين، وبعضها لضرورات تجد فيها ثلاث نوبات، أي يكون العمل طوال أربع وعشرين ساعة، لذا سبقتنا في التنمية، واستطاعت تحقيق أعلى المعدلات في الكثير من القطاعات، لا سيما الاقتصادية، لأنه عصب الدولة الناجحة.

المسؤولون في تلك الدول، من وزراء ووكلاء ومديرين، يعملون طوال الوقت، حتى في الإجازات، كما أنهم يفتحون أبوابهم للناس، وفي هذا الشأن، الجميع يذكر زيارة نائب رئيس دولة الإمارات، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد إلى إحدى الوزارات، وعندما رأى أبواب المسؤولين مغلقة أمر بنجار في اليوم نفسه فخلعها كلها، لأن الهدف خدمة الناس وسماع ما لديهم من شكاوى أو آراء، وليس التمتع بمزايا المنصب، وفي تلك السنة احتلت الإمارات المرتبة الـ 17 عالمياً في مؤشر السعادة.

ماذا في الكويت؟

منذ العام 1992، دخلت البلاد دوامة الصراعات على المصالح بين النواب والوزراء وبعض المتنفذين، ما أثر سلباً في المجتمع، والتنمية، وتراجعت الدولة في المؤشرات كافة، أكان في الخدمات، والدليل أن الطرق لا يزال خرابها ماثلاً أمامنا، هو مثال واحد من كم كبير، فيما أصبحت كل مؤسسة أو وزارة مزرعة لهذا الوزير أو ذاك النائب.

بعد الغزو العراقي، كنا بحاجة إلى مسؤول يعمل من أجل خدمة الكويت، وليست مصلحته، أو ربعه، وأن يتخلى عن سياسة "حب الخشوم" أو "هذا ولدنا"، فلا يعين إلا صاحب كفاءة، ويكون طوال الوقت متأهباً للعمل، واتخاذ القرارات الصحيحة، المجردة من أي نزعة شخصية، لكن للأسف أن ذلك لم يحدث، بل دخلنا في دوامة تلبية المصالح، وهي لعبة خطيرة دفع الشعب ثمنها غالياً، ولا يزال.

ما جرى في العقود الثلاثة الماضية عكس كل ما كان يسعى إليه الكويتيون الذين كانوا يبحثون عن بصيص أمل كي يبنوا عليه مصيرهم، لكنهم رأوا صراعات على أمور ثانوية، وتسابقوا على الإضرار بالمصلحة العليا للبلاد خدمةً لمصالحهم، واستشرى الفساد إلى درجة لم تعد هناك إمكانية لوقفه، إلا بعملية جراحية مؤلمة.

اليوم، وقد حدد العهد الجديد المطلوب من الجميع، وخلاصته أن تعود الكويت إلى الريادة، وبعد أن استقر المنصب الوزاري، وحتى المناصب المساعدة، لم تعد هناك أي حجة للمسؤولين كي يعملوا طوال الوقت، وأن تكون هناك دوامات صباحية ومسائية حقيقية وليست مجرد نافذة للاستفادة الشخصية، بل إن بعض الإدارات يجب أن تعمل طوال اليوم، فالخراب والتراجع في المعدلات كافة يتطلب أن تتحول البلاد كلها، من أقصاها إلى أدناها، ورشة عمل طوال ساعات اليوم.

كذلك كل المعنيين بتعديل القوانين عليهم أن يعملوا طوال الوقت، فالزمن لا يرحم، والكويت تخلفت عن الركب سنوات ضوئية، ولقد شبع شعبها شعارات، وبرامج وزارية كلها حبر على ورق، وآن لها أن تترجم واقعاً.

صحيح سمعنا الكثير من الوزراء والمسؤولين يطلقون الشعار المعتاد أن أبوابهم مفتوحة، لكن ذلك لم يحدث حتى اليوم، ولأن آمال الشعب معلقة على العهد الجديد، فعلى المسؤولين أن يكونوا على قدر المسؤولية التي وضعت فيهم، وإلا يقصوا الحق من أنفسهم.

  • أحمد الجارالله
آخر الأخبار