حوارات
يثبت الانسان الذي يتعرّض للبلاء والصعوبات الحياتية الشديدة رضاه بقضاء وبقدر الله، عزّ وجلّ، وربما بسبب أنّ الشعور الأوليّ بالصدمة يسبب التعرّض للمصائب يختفي تدريجياً لتكيّف الانسان مع ظروفه المحيطة.
لكن أعتقد أنه يصعب بالنسبة للبعض الثبات عند حدوث النعمة المفاجئة لهم، ومن علامات وأسباب عدم الثّبات عند حدوث النعمة، نذكر ما يلي:
- العلامات: يظهر عند من لا يثبت أو يستقرّ نفسياً، عند حصوله على النعمة أو المنزلة لا سيما بشكل لم يتوقّعه، علامات سلوكيّة فريدة، مثل انغماسه السريع في خفّة العقل، ربما تبذيره ثروته الجديدة، وضيق نفسه تجاه أهله أو أصدقائه، وربما يظهر على من لا يبدو يثبت نفسياً وعقلياً عند حدوث النعمة شعور مستمر بالدوار (الدوخة)، ويشعر بالإرهاق المفاجئ بسبب عدم قدرته على تحمّل انتقاله من حال سيئ إلى حال أفضل.
وربما يبرز في شخصيته تغيّر جذريّ الى ما هو أسوأ، فيبرز في شخصيته أسوأ ما فيها، إمّا بسبب شحّه أو لغلبة أنانيته ونرجسيته عليه، بعد حصوله على النِّعَم أو المنزلة الجديدة التي لم تخطر على باله في السابق، ويميل هذا النوع من الأشخاص المضطربين الى الانغماس في بطر مسرف في سلوكيّاتهم (التكبّر)، وفي خيلائهم المفرطة.
وربما بمعاداتهم لمن تسبّب بحدوث النعمة لهم، بعد الله عزّ شأنه، فيبدو يعجز عن الثبات عند النعمة، خصوصا اللّئيم وفقا لطبعه الشخصي الأساسيّ!
- الأسباب: كلما زاد عنصر اللُّؤْم في شخصية الانسان، كلما أصبح من الصعب عليه تحقيق تكيّف مناسب مع الظروف المفاجئة في حياته، فهو إمّا ييأس عند تعرّضه للصعوبة الشديدة، واما يبطر في أقواله وفي أفعاله، إذا حدثت عنده أي نعمة، وربما بسبب ترسّخ شحّ نفسه، والتغليف التام للشحّ لطبعه الأساسي، وبسبب ضعف الايمان، وبسبب مخالطة أهل البطر، ولعدم الاستحقاق الأخلاقي للنّعمة.
* * *
تنويه: العبد الفقير الى رحمة ربّه الرَّحيم، خالد الجنفاوي لم يقصد في السابق، ولن يقصد لاحقاً، شخصاً بذاته في كتاباته عن السلوكيّات البشرية، لكنه يشغف فقط بدراسة ومناقشة الطبيعة الإنسانية الفريدة من نوعها بين المخلوقات!
كاتب كويتي
DrAljenfawi@