بن طفلة والفيلكاوي... أنشدا للحياة أجمل القصائد

أحياها الشاعران عبدالله الفيلكاوي وفلاح بن طفلة، أمسية شعرية نظمها بيت الشعر في رابطة الأدباء ضمن أنشطته الثقافية، وأدارتها الشاعرة أمل الحلبي.

وألقى الشاعران في الأمسية قصائدهما التي تنوعت فيها الرؤى الإنسانية، في سياقات جمالية متنوعة، ومتناسبة مع المواضيع التي طرحها الشاعران كل على حدة.

وأنشد الفيلكاوي بعضاً من قصائده التي جاءت في اتجاهات إبداعية مغايرة، وذات إيقاعات موسيقية قريبة من المشاعر ليقول في قصيدة "الرقية الشعرية":

يَا صَاحِبَيَّ قِفَا أَوْ وَدِّعَا وَدَعَا

قَلْبِي بِذَا الرَّبْعِ يَشْكُو البَيْنَ وَالجَزَعَا

أَمَاتَنِي ثُمَّ أَحْيَانِي تَذَّكُرُهَا

وَالدَّمْعُ فَوْضَى وَوَيْلُ الحَسْرَةِ اجْتَمَعَا

وهذه القصيدة التي تحاور فيها الشاعر مع نفسه والناس من حوله، فيما يشبه المعلقة الشعرية، ختمها بقوله:

إِلَيْكِ مِنِّي بنَزْفِ الشِّعْرِ عَاطِفَةً

لَوْ لَامَسَتْ قَلْبَ مَيْتٍ عَاشَ مُفْتَجَعَا

وألقى قصيدة "حذار قالت!"، والتي كتبها الشاعر في نهاية عام 2022 في إسطنبول، وتميزت بالحكمة، والفلسفة، والتفكير العميق في أمور حياتية كثيرة.

وألقى الفيلكاوي قصيدة تتكون من بيتين شعريين بعنوان "خيرها في غيرها"، أوجز فيها ولخّص حكمته في الحياة، والتي تقول لا تحزن على ما يُصيبك، وانتظر الخير في غيرها.

كُلَّما هَمٌّ عَرَضْ

أَتَهَجَّى بِمَضَضْ

خَيْرُها في غَيْرِها

وعلى اللهِ العِوَضْ

فيما بدت التجربة الشعرية لدى بن طفلة ممزوجة بالحكمة والخيال، ومتناسقة مع مفردات قوية وذات وقع شعري أخاذ، ليقول في قصيدة "رزق المحبة"، تلك التي وصف فيها جمال المحبوبة ليقول:

جمالها الفذ لا تجميل يفسدهُ

مبرَّءٌ من عيوبِ القصِّ واللصقِ

ولا منافسَ من بين النساء لها

فحسنُها أوَّلٌ... مستوجِبُ السَّبقِ

إذا نظرتُ إليها... وارتمى نظري

إلى سوى حسنها... أيقنتُ بالفرقِ!

ويسترسل الشاعر في هذا الوصف الشيّق، الذي تماهى وتنامى ليصل إلى مستويات راقية من الحكمة والفلسفة ليقول:

تقولُ من حكمةٍ في الروح قد لمعَت

كما يعانقُ غيمٌ لامعَ البرقِ

إن المحبةَ رزقٌ ليس يضمنُهُ

لمن تمنَّاه...إلا كافلُ الرزقِ.