خلاف عراقي - إيراني بشأن سيناريوهات التعامل مع ترامب

بغداد - باسل محمد: فيما وصفت المحادثات التي أجراها نائب الرئيس الإيراني للشؤون الستراتيجية محمد جواد ظريف مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قبل يومين بالصعبة والمتعثرة، وتحدثت مصادر عدة في الاطار التنسيقي الشيعي، أكبر تكتل سياسي في الحكومة العراقية والذي تنضوي تحته الفصائل العراقية الموالية لإيران، عن خلافات شديدة سادت المحادثات بين الطرفين، كشف مسؤول بارز في تيار الحكمة برئاسة الزعيم الشيعي عمار الحكيم لـ"السياسة" عن وجود خلافين رئيسيين بين بغداد وطهران للتعامل مع الرئيس ترامب، قائلا إن الخلاف الأول يتمحور حول التوصل الى اتفاق تاريخي بشأن الملف النووي الإيراني بين ايران والولايات المتحدة، ففي حين شجعت الحكومة العراقية الجانب الإيراني على تقديم تنازلات مهمة لتحقيق هذا الاتفاق التاريخي، الا أن طهران اعترضت على التوجه العراقي، مضيفاً أن رئيس الوزراء السوداني أبلغ ظريف بأن بغداد ستكون مضطرة للانخراط في العقوبات الأميركية اذا لم يكن هناك اتفاق تاريخي ايراني اميركي حول الملف النووي، وهو موقف اعتبرته ايران بانه بمثابة وسيلة ضغط عراقية على الايرانيين لكي يقبلوا بتقديم تنازلات الى الاميركيين.

أما الخلاف العراقي الايراني الثاني، فيتعلق بحسب المسؤول في تيار الحكيم بالفصائل العراقية المسلحة المدعومة من "الحرس الثوري" الإيراني، حيث كشف المسؤول أن الجانب العراقي طلب من الجانب الإيراني انهاء العلاقة بين الفصائل العراقية و"الحرس الثوري" الإيراني بصورة نهائية وبالتالي تضطر هذه الفصائل أن تكون تحت سلطة الدولة العراقية، وهذا من شأنه أن يجنب بغداد اي عقوبات قد يفرضها الرئيس ترامب بسبب هذه الفصائل، لكن الجانب الايراني رفض اعطاء ضمانات حول انهاء علاقة الفصائل بالحرس الثوري الإيراني.

من جانبها، أبلغت وزارة الخارجية العراقية، رئيس الوزراء العراقي، أن البلاد ستكون أمام تداعيات خطيرة جداً إذا سارت العلاقات الايرانية الاميركية الى التصعيد والمواجهة بدلاً من الاتفاق والتفاهم وتوقيع اتفاق تاريخي حول الملف النووي وبقية الملفات الأخرى في المنطقة، واستناداً الى لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، فإن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اقترح على رئيس الوزراء محمد شياع السوداني العمل بجد مع اطراف اقليمية ودولية لكي يقوم العراق بدور مهم وفعال في بدء مفاوضات ايرانية اميركية بأسرع وقت والسعي لإنجاحها.

وقال مسؤول رفيع في لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية لـ"السياسة" إن رؤية وزارة الخارجية العراقية تشمل استعمال أوراق مثل التجارة وشبكة الكهرباء والفصائل العراقية والالتزام بالعقوبات الاميركية والمساعدة في بيع النفط الإيراني للضغط على القيادة الإيرانية لقبول توقيع اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة حول الملف النووي بالخصوص، مشيراً الى أن وزارة الخارجية حذرت رئيس الحكومة السوداني من التداعيات التي ستطال بغداد اذا حلت المواجهة محل التفاوض والاتفاق بين طهران وواشنطن وفي صدارتها تصنيف كل قادة الاطار الشيعي ضمن قائمة الارهاب، اي اسقاط الحكومة العراقية الحالية ونزع شرعيتها على اعتبار ان رئيس الحكومة من الإطار.

بدورها، حذرت مصادر في البنك المركزي العراقي من أن سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار سينهار وربما يصل إلى 500 ألف دينار عراقي مقابل 100 دولار، إذا ساءت العلاقات الايرانية الاميركية واختارت بغداد الوقوف الى جانب طهران أو اختارت بغداد معارضة الاجراءات الأميركية ضد ايران.

على صعيد آخر، أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق، فيما اكد بارزاني خلال استقباله بوغدانوف في اربيل رغبة إقليم كردستان العراق في تطوير علاقاته مع روسيا.