الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون
توتر على الحدود مع سورية والجيش يرد بعد استهداف محيط الهرمل
بيروت: فيما جددت دول الخليج العربية استعدادها لمواصلة الوقوف إلى جانب لبنان في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام، متمنيا أن يسهم تشكيل الحكومة في دعم مسيرة الاستقرار والتنمية وتلبية تطلعات الشعب اللبناني نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وأمناً، بما يعزز وحدة الدولة وسيادتها واستقلالها، واستعادة دورها التاريخي في العالم العربي.
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون بالخطوة المهمة، مشيراً إلى أنها تعكس إرادة القيادة والقوى السياسية اللبنانية في تجاوز التحديات وتعزيز الاستقرار والأمن، لافتا إلى أنها تعكس أيضاً أهمية تعزيز مواصلة الجهود الوطنية والدولية لدعم لبنان في هذه المرحلة الحساسة، بما يسهم في استعادة الاقتصاد والتنمية والأمن في الدولة، مجددا تأكيد موقف مجلس التعاون الثابت والداعم للبنان وشعبه، واستعداد دول المجلس لمواصلة الوقوف إلى جانب لبنان في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار.
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن أعضاء الحكومة الجديدة غير حزبيين ولا ينتمون الى الاحزاب السياسية، لكنهم سيكونون حتما في خدمة جميع اللبنانيين لان هدفهم سيكون فقط مصلحة لبنان، معربا عن ارتياحه لتشكيل الحكومة الجديدة متمنيا لوزرائها التوفيق في مهامهم الجديدة، مؤكدا أن تشكيل حكومة الإصلاح والإنقاذ استند الى المعايير التي تم التوافق عليها مع رئيسها نواف سلام واعتمدت في تسمية وزرائها الكفاءة والخبرة والاختصاص إضافة الى السيرة الذاتية والسمعة الحسنة.
وتوالى الترحيب الدولي بالحكومة الجديدة، حيث رحبت فرنسا وأسبانيا والإتحاد الأوروبي، واعتبرت الحكومة الفرنسية تشكيلها لحظة "تاريخية وحاسمة" لمستقبل لبنان، فيما أكدت الحكومة الإسبانية أن التشكيل يكمل عملية إنهاء حالة الفراغ، وقالت الخارجية الإسبانية إن مدريد ستواصل العمل مع السلطات اللبنانية الجديدة على دعم الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية اللازمة لتعزيز الاستقرار والسلام الاجتماعي والتعافي الاقتصادي، كما أعربت الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس عن تمنياتها بنجاح الحكومة في تلبية تطلعات الشعب اللبناني، مؤكدة الاستعداد لدعمها في تبني أجندة إصلاحية وطموحة ولإعادة إطلاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان بما في ذلك عقد مجلس الشراكة هذا العام.
في غضون ذلك، أعلن الجيش اللبناني الرد على مصادر إطلاق النيران من الأراضي السورية بتوجيهات من الرئيس جوزاف عون، حيث أمرت قيادة الجيش اللبناني بناء على توجيهات من رئيس الجمهورية، القوات المتمركزة على الحدود مع سورية بفتح النار ردا على قصف المناطق الشمالية والشرقية من الأراضي السورية، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للجيش، أكد أنه بناء على تعليمات من رئيس لبنان جوزاف عون، أمرت قيادة القوات المسلحة الوحدات العسكرية المتمركزة على الحدود الشمالية والشرقية بالرد على مصادر النيران من الأراضي السورية إلى البلدات اللبنانية، موضحا أن تعزيزات الجيش أرسلت إلى شمال لبنان، الذي بدأ الرد باستخدام الأسلحة المناسبة بعد قصف قرى عدة في محيط مدينة الهرمل.
وجاء ذلك بعد يومين من إعلان السلطات السورية شنّ حملة أمنية ضد مسلحين موالين لـ"حزب الله"، وقال الجيش اللبناني إنه فتح النار ردا على قصف المناطق الشمالية والشرقية اللبنانية من الأراضي السورية، ووثقت مقاطع مصورة استهداف العمليات العسكرية مواقع تمركز المسلحين المدعومين من "حزب الله".