وزير إسرائيلي: يمكن لبلدان عربية استضافة دولة فلسطينية... وقمة أردنية - أميركية يخيم عليها التهجير
غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: مواصلا إثارة الجدل، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رؤية خاصة بتحويل قطاع غزة، بعد شرائه، إلى موقع تنموي كبير بالتعاون مع دول ثرية في الشرق الأوسط، وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أمس، إنه يخطط لشراء غزة وامتلاكها وتحويلها إلى موقع تنموي مميز بالتعاون مع دول ثرية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه سيهتم بالفلسطينيين لضمان أمنهم وتحسين أوضاعهم المعيشية، مؤكدا أن غزة موقع عقاري لا يمكن تركه، لافتاً إلى أنه سيجري إعادة بنائها بمساعدة دول في المنطقة.
وأوضح أنه يدرس منح بعض اللاجئين الفلسطينيين حق الدخول إلى الولايات المتحدة، فيما ستستقبل دول بالشرق الأوسط عدداً آخر منهم بعد التنسيق معه، زاعما بالقول إن الفلسطينيين "لن يرغبوا في العودة إلى غزة إذا وفرنا لهم بديلاً أفضل"، واصفا سياسات حركة "حماس" بأنها كانت كارثية على القطاع، مضيفاً أن الأسرى الإسرائيليين الذين أُفرج عنهم مؤخراً من غزة "بدوا وكأنهم خرجوا من محرقة".
وفي سياق خططه المستقبلية، أعلن ترامب أنه سيعقد محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما ردت "حماس" على تصريحات ترامب ببيان لعضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، أكد فيه أن الفلسطينيين سيفسدون كل الخطط الرامية لتهجيرهم، واصف تصريحات ترامب بأنها "عبثية وتعكس جهلاً عميقاً بفلسطين والمنطقة"، مؤكداً أن غزة ليست عقاراً يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، معتبرا التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات، فشل، مشددا على أن غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948.
وبينما وصف المستشار الألماني أولاف شولتس تصريحات ترامب بأنها مخالفة للقانون الدولي، معتبرا إعادة توطين سكان قطاع غزة في دول عربية أمر غير مقبول، واصفا إطلاق اسم ريفيرا الشرق الأوسط على قطاع غزة المدمر بـ"الأمر الفظيع"، كرر وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين دعوة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التي لاتزال تثير موجة عارمة من الغضب والتنديد لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، زاعما أن هناك دولاً عربية تمتلك أراضي واسعة يمكن إقامة دولة فلسطينية فيها، قائلا "من يريد إقامة دولة فلسطينية، فليفعل ذلك على أراضيه ونحن لن نعترض"، مضيفا "هناك دول عربية تمتلك أراضي واسعة، ويمكن إقامة دولة فلسطينية هناك".
إلى ذلك، وعلى وقع رفض أردني وعربي وإقليمي ودولي لمخطط أميركي للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين منها، يلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في واشنطن غد الثلاثاء، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أول لقاء يجمع الأخير منذ تنصيبه في يناير الماضي مع زعيم عربي، وسط توقعات بأن يكون موضوع التهجير الأكثر حضورا في اللقاء، حيث سيحاول ترامب رفع سقف مطالبه، والملك سيساهم في محاولة تغيير الرواية الأميركية مدعوما بموقف عربي وقوة إقليمية مثل تركيا والمجتمع الدولي.
وحسب محللين، سيحذر الملك عبدالله الثاني من أثر أي تغيير ديمغرافي في المنطقة وخاصة في الأردن على مستقبل واستقرار المنطقة، وإذا ما خُير بين التهجير واستمرار المساعدات الأميركية فسيختار عدم التهجير على حساب المساعدات، وسيؤكد أن أي استقرار إقليمي مستدام يجب أن يستند إلى حلول عادلة وسيوضح ضرورة الحفاظ على حل الدولتين كخيار أمثل لضمان استقرار السلام بالشرق الأوسط، كما سيحذر من أن أي حل قصير الأمد سيفاقم الفوضى بالمنطقة ويهيئ بيئة خصبة لظهور جماعات متطرفة تهدد المصالح الأميركية مع التأكيد على أهمية الالتزام بمعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.
في غضون ذلك، بدأ سكان شمال غزة بالعودة إلى منازلهم وسط الركام بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من حاجز نتساريم، إلا أن الشاحنات التي تحمل المساعدات تأخرت بالدخول، حيث أدى الزحام الكبير بالطريق إلى الشمال وتدفق الآلاف إلى دخول عدد قليل من شاحنات المساعدات، الأمر الذي يؤثر على الوضع الإنساني، رغم أن أعدادا لا بأس بها دخلت ليل أول من امس خلال الفترة التي تضعف فيها حركة النزوح، وامتدت طوابير السيارات والمركبات على الممر الضيق أمس.
قنبلة الرئيس الأميركي بتملك غزة تنفجر في البحر الأحمر
غزة، عواصم - وكالات: لم تقتصر تداعيات تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول نقل أهل غزة إلى دول مجاورة والسيطرة على القطاع الفلسطيني المدمر على التنديد والانتقادات الدولية، بل ألقت بظلالها على حركة الشحن في البحر الأحمر، حيث كشف مسؤولون تنفيذيون في قطاع الشحن أن اقتراح ترامب أضر بآمال العودة إلى طريق البحر الأحمر بعد نحو عام من الاضطراب، مؤكدين أن إعلانه المفاجئ أثار المخاوف من أن تجدد جماعة الحوثي في اليمن تهديدها ضد السفن التجارية التي تعبر الممر المائي المهم، بعد أن أعلنت الشهر الماضي أنها ستتوقف عن استهداف معظم السفن، إثر وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس".
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "نوردن" للشحن جان ريندبو إن خطة ترامب زادت من صورة الاضطرابات والتوترات في الشرق الأوسط، وقد يؤدي ذلك إلى إطالة أمد قضية البحر الأحمر، مضيفا أن الإعلان زاد من خطر عدم بقاء الحوثيين في وضع ثابت وأدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين التي خلقها نهجه غير المتوقع للتجارة وصناعة الشحن، حيث أعادت تهديداته بفرض الرسوم الجمركية على العديد من الشركاء التجاريين، إشعال المخاوف من الحروب التجارية والانحدار الاقتصادي العالمي الذي قد يؤثر على أرباح أصحاب السفن.