حوارات
يُستعمل المثل العربي "إِذَا لَمْ يَكُنْ وِفَاقٌ فَفِرَاقٌ"، للإشارة الى أحد أسباب تدهور العلاقة الزوجية، فإذا غاب الوفاق بين الطّرفين، لا بدّ من الفراق (الهجر أو الطلاق).
ويمكن تطبيق المثل على كثير من العلاقات الإنسانية في عالم اليوم، فإذا كثر الاختلاف في الآراء بين الأفراد، وتحوّلت علاقاتهم تنافراً متبادلاً، فأفضل الخيارات في هذا السياق هي الفراق. ومن بعض علامات وأسباب الفراق بعد غياب الوفاق، وما يدلّ على حتمية الانفصال في العلاقات، الفردية والاجتماعية، المختلفة، نذكر ما يلي:
-السيطرة على الآخر: ما إن تبدأ المحاولات في رغبة أحد طرفي العلاقة في السيطرة على الإنسان الآخر، حتى تبدأ تضعف العلاقة بينهما، فلا يمكن لإنسان عاقل أن يسمح للشخص الآخر أن يسيطر عليه، نفسياً أو فكرياً، مهما تعمّقت العلاقة بينهما، ويمثّل الفراق في هذا السياق الخيار المنطقيّ الوحيد.
-مصادقة أعداء الصديق: يفترق الأقرباء، والأحبّة، والأصدقاء عندما يتعمّد، ويصرّ أحد الطرفين على إبقاء علاقته المتينة مع من هو عدو لدود للطرف الآخر، فمن يصادِقك ويصادق عدّوك يمثّل أشدّ خطر يمكن أن يهدّدك في حاضرك، ومستقبلك.
-السماح بتدخّل الآخرين: يتدخّل الأهل بشكل مباشر، أو غير مباشر، في العلاقة الزوجية فيفسدونها، ويفترق الزوجان بسبب تدخّل ذوي القربى الحشريين، ويصبح الفراق الحتمي لا مناص منه، وذلك لانّ من يسمح للآخرين بالتدخّل في علاقته مع الشخص الآخر لا يحترم هذا الأخير، ولا يقدّر خصوصية علاقته معه. -ضعف التقدير والاحترام: يضعف التقدير والاحترام المتبادل بين أطراف العلاقات، الفردية والأسرية والاجتماعية، فتضعف تدريجياً الصلات بين الأفراد، وما يبنى على باطل لا يمكن أن يستمر، حتى لو حاول كلا الطرفين إدامة العلاقة بينهما، فالتقدير والاحترام المتبادل هما الركيزتان الأساسيتان لأي علاقة إنسانية ناجحة.
-غياب التوافق الفكريّ: يتقارب الناس، نفسياً وفكرياً، إمّا بسبب تساوي عقولهم، أو لمرونتهم الفكريّة، فتنجذب عقولهم الى بعضها بعضاً، ويتباعدون عندما يغيب التجانس الفكريّ بينهم، وتكون المحصلة الأخيرة هي الفراق النهائي، فالانسان مخيّرٌ وليس مسيّراً في اختيار علاقاته.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@