الأحد 10 أغسطس 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 حسن علي كرم
كل الآراء

وما الضير إذا تولى إدارة الجمعيات التعاونية القطاع الخاص؟

Time
السبت 15 فبراير 2025
حسن علي كرم

نُشر في بعض مواقع التواصل الاجتماعي خبر عن ان وزارة الشؤون بصدد تكليف شركات خاصة ادارة بعض الجمعيات التعاونية، وبخاصة المناطق النائية.

ورغم انني لا ارى في هذا الخبر سوى لفت نظر، لكن ما الضرر اذا تولت الشركات الخاصة، او القطاع الخاص، ادارة الجمعيات، طالما بقيت الاهداف واحدة وهي خدمة المواطن. الجمعيات التعاونية لم تعد تعاونية تؤدي دورها لخدمة المواطن، وتوفير حاجاته باسعار اقل، وبخدمة افضل، انما اضحت مدناً تجارية كاملة الخدمات، وهذه غدت منافسة للاسواق التقليدية، وهذا الكلام قلته وكتبته منذ سنوات، وما زلُت عند رأيي. الجمعيات التعاونية انحرفت عن اهدافها الاصلية بالمقارنة مع نظيراتها في بعض البلدان، لا سيما تلك التي كانت في يوم اسود تحت جور النظام الاشتراكي، والكرباج الشيوعي، فالعالم تغير والمفاهيم القديمة اندثرت مع اندثار اناسها.

النظام الاشتراكي كان مجرد نزوة واذلال، وانفراد في الحكم، والاشتراكيون جعلوا من شعوبهم خدماً لنزواتهم، وتعميق الكسل والبلادة، والانغلاق على الاخر.

الجمعيات التعاونية فكرة جيدة، اذا بقيت في حدود الخدمات الضرورية لسكان المنطقة، لكنها أصبحت في الكويت غولا يضرب الاسواق التقليدية، فكل ما تتصوره، او تحتاج اليه تراه في الجمعية، بدءاً من محال تصليح الاحذية والشنط، الى افخم المطاعم واشهرها، ناهيك عن المقاهي ومحال الهواتف النقالة.

تسليم ادارة الجمعيات للقطاع الخاص مع شروط تكويت الوظائف، وشروط الالتزام بتوزيع الارباح، مع اسعار اقل من الاسواق، ولعل من تلك الشروط، واهمها توظيف الكويتيين. الجمعيات ينبغي ان تكون بادارات كويتية، وكون هناك من يتكالب على ادارتها، لان في ذلك خطوة اولى لمناصب سياسية ارفع، وكلنا نعرف ان هناك كثيراً من اعضاء مجلس الامة شقوا طريقهم من الجمعيات التعاونية، ومن الرياضة، والمجلس البلدي والوزارة، ويبدو ان لا يزال هناك من يحدوهم الامل بمستقبل سياسي يبدأ من الجمعية التعاونية في منطقته.

الجمعيات التعاونية كأي مؤسسة عامة قابلة للتلاعب والفساد، والاستغلال، رغم المتابعة الحكومية من "وزارة الشؤون"، لكن الاستغلال من مجالس الادارات أحياناً وارد، ولعل قرارات حل مجالس ادارات جمعيات، وتعيين اخرى حكومية احد الوجوه الواضحة للفساد.

في النهاية ماذا يضير المواطن اذا كانت الجمعيات خاضعة لادارة حكومية او خاصة، طالما بقيت الخدمات ذاتها، بل ربما افضل، فيما الذين يعارضون، فهؤلاء يدافعون عن مصالحهم الضيقة.

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار