عودة لبنان

تربطني بالأشقاء في لبنان علاقات وطيدة ومتعددة، من شماله الى جنوبه، ومن جباله الى سواحله، وهي علاقات أخوية ومهنية متعددة.

لقد أسعدني جداً أن لبنان الجميل يتأهب ليعود إلى سابق عهده، بإذن الله ويواجه تحديات التنمية والإستقرار بعد انتخاب فخامة رئيس الجمهورية، واختيار دولة رئيس مجلس الوزراء.

وفي هذا الإتجاه الإيجابي، كان هناك تصريح مهم، بل في غاية الأهمية، من دولة رئيس مجلس الوزراء الأسبق سعد الحريري الذي أعلن فيه عودته، وعودة "تيار المستقبل" الى العمل السياسي، وهذا، دون شك، سيكون إضافة إيجابية مهمة لمرحلة إعادة البناء، والإصلاح في لبنان في قادم الأيام.

أهمية ذلك تكمن في أمور عدة، أهمها أن الرئيس سعد الحريري يمتلك خبرة سياسية ووطنية كبيرة، ولقد خاض تجارب كثيرة، وواجه تحديات خلال العقود الثلاثة الماضية.

كما تتوافر لديه علاقات دولية واتصالات واسعة، يمكن أن يستثمرها لمصلحة لبنان في المرحلة المقبلة، وعودة "تيار المستقبل" لها أهمية خاصة كذلك في مواصلة بناء الدولة وتوطيد أركانها، واعادة التوازن للمشهد السياسي، وكذلك وإعادة التوازن بين السلطات الثلاث، ولا شك أن كل ذلك يصب في مصلحة لبنان.

إن لبنان في هذه المرحلة يواجه تحديات صعبة، على رأسها نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة و لبنان واعادة الاعمار، ودحض اسباب التوتر، لا سيما مع حالة الغموض وعدم اليقين التي تكتنف الياحة اللبنانية، خصوصا مع توجهات وسياسات الإدارة الأميركية الجديدة، والتي اتضح أنها تحمل مفاجآت غير سارة على صعيد الصراع العربي - الإسرائيلي، وعلى لبنان نفسه. يضاف الى ذلك، التحدي الإقتصادي الذي يعاني منه لبنان بشدة، وحاجته لتمويل التنمية، والضغوطات المالية على الحكومة اللبنانية. وهنا تأتي أهمية الإلتفاف العربي حول لبنان، وتقديم ما يمكن من دعم مساندة له، وتمكينه من أن يحافظ على استقلاله وأمنه، وعودته الكاملة الى الصف العربي.