جاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ولايته الثانية بكثير من الأحلام، أهمها:
-1 أن على الدنمارك التنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة.
-2 وعلى كندا أن تصبح الولاية 51.
-3 وعلى بنما أن تتنازل عن قناتها لأميركا.
-4 وعلى السعودية أن تستثمر تريليون دولار في الولايات المتحدة.
-5 وعلى الأردن ومصر أن يستوعبا سكان غزة.
-6 وإن إسرائيل يجب أن تكون أكبر مساحة.
-7 وعلى دول الـ"ناتو" زيادة الإنفاق العسكري 2 في المئة من ناتجها القومي.
-8 وعلى "أوبك" زيادة إنتاج النفط لإضعاف روسيا.
-9 وعلى المانيا واليابان دفع المليارات مقابل القوات الأميركية في أراضيها.
-10 وعلى الصين زيادة استيرادها من الولايات المتحدة.
صحيح أن هذه عادة كل رئيس أميركي، أو حتى زعيم وملك أول ما يتسلم منصبه، لكن في المقابل ثمة قاعدة علم السياسة، وهي أن سلطة جديدة، إذا نفذت 25 في المئة من برنامجها فهي ناجحة، بشرط أن تخدمها الظروف، وفي الحالة الأميركية ثمة الكثير من العقبات أمام الرئيس ترامب، فهو يدرك أن لا ولاية جديدة له بعد هذه، كما أن الظروف الدولية تغيرت كثيراً، وبالتالي لم تعد الولايات المتحدة تلك الدولة القادرة على فرض شروطها.
لهذا تختلف الحسابات، ما يجعل الأحلام الترامبية صعبة التحقيق، فاذا كان هذا الرئيس في ولايته الأولى قد ألغى الكثير من القرارات التي اتخذها باراك أوباما، خصوصاً تلك المتعلقة بإيران، فإنه في الوقت ذاته أضر كثيراً بالوضع السياسي الأميركي الداخلي، وأثقل اقتصاد بلاده بديون جديدة تفاقم أزمتها الاقتصادية.
لذا حين يعلن سيد البيت الأبيض تلك الأحلام تكون أشبه بحلم ليلة صيف، لأن ليس لواشنطن أن تفرض على الجميع الانصياع لها، هذا من جانب، ومن آخر- وأنا هنا أتحدث عن خبرة في متابعة الشأن الدولي منذ خمسين عاماً- فحين يطالب أي رئيس دولة، مهما كانت قوتها ونفوذها العالمي، بطرد شعب من أرضه فهو يدخل عش دبابير، فكيف اذا كان من أحلام ترامب تحقيق نظرية فاسدة، وهو ما يسمى "إسرائيل الكبرى"، ويأمر أن تستوعب الاردن ومصر سكان قطاع غزة والضفة الغربية، فهو بذلك يضرب العلاقات التاريخية بين بلاده وحلفائها الطبيعيين في الشرق الأوسط، وهذا مقتل للولايات المتحدة.
لم يسبق أن جمح أي رئيس أميركي بأحلامه الى هذا المستوى، إذ صحيح أن بعض الرؤساء وضعوا خططهم، ومنهم من حقق بعضها، وفشل بالأخرى، فيما كثر أدركهم الموت قبل أن ينفذوا أياً منها، أو جاء خلفهم ونفض يده من كل ما وضعه سلفه.
لذا السؤال: كيف يمكن أن يحقق ترامب كل ذلك في غضون أربع سنوات، خصوصاً ما يتعلق بمحاولته نهب أموال بعض الدول؟
هناك غرابة في ما يقوله هذا الرئيس، فهو يدرك أن الاستثمارات لها مسارها الصحيح، ولا يمكن أن تتحقق بين ليلة وضحاها، فهي تحتاج الى اتفاقيات، ويعلم أن الصفقات التي عقدها مع دول الخليج في ولايته الاولى لم تتحقق كلها، إنما نفذ منها نحو 13 مليار دولار، بينما التطورات الدولية جعلت النسبة الكبيرة منها خارج الزمن.
ثمة أوامر وقعها ترامب كانت الانقلاب على ما سنته إدارة سلفه جو بايدن، تماماً كما أسلفنا عما فعله مع الرئيس أوباما، لذا نسأل: الاوامر التنفيذية الجديدة، وبعيداً عما اذا كانت صواباً أم خطأً، هل يضمن ترامب ذاته تنفيذها كلها، أو أليس من المتوقع أن يأتي خلفه بعد أربع سنوات وينقلب عليها؟