مستقبل أسعار البيض في الكويت والعالم

تشهد صناعة البيض العالمية تحولات مهمة في أسعارها، فقد أظهر تقرير حديث في مجلة "عالم الدواجن"، أن أسعار البيض قد بلغت 4.95 دولار أميركي لعشر بيضات (ما يعادل 1.529 دينار كويتي).

هذه الزيادة تقدر بنحو 2.91 دولار للدرزن مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، اذ كانت الأسعار 2.04 دولار، مع العلم أن الولايات المتحدة تعتبر واحدة من أكبر الدول المنتجة للأعلاف قرب مزارع الدواجن، إلا أن هناك العديد من العوامل الموثرة على هذا الارتفاع، ومن المتوقع أن تستمر الزيادة بنسبة قد تصل إلى 20 في المئة هذا العام.

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى هذه الزيادة، أبرزها:

1. الأمراض وتفشيها بين الدواجن مثل إنفلونزا الطيور وغيرها، يؤدي إلى تراجع الإنتاج، مما يزيد من الضغط على الأسواق.

2. الأدوية: ارتفاع أسعار الأدوية والعلاجات اللازمة لمكافحة الأمراض التي تصيب الدواجن، مما يزيد من تكلفة الإنتاج.

3. الأمن الحيوي: الحاجة إلى اتخاذ تدابير أمن حيوي صارمة في المزارع لمنع تفشي الأمراض.

4. ارتفاع نسبة الوفيات بين الدواجن بسبب الأمراض، أو سوء الرعاية، مما يؤثر على حجم الإنتاج.

التحديات التي تواجه صناعة الدواجن في الكويت

في ظل هذه الزيادات الكبيرة في أسعار البيض، يطرح السؤال المهم: ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها لحماية صناعة الدواجن المحلية، وتعزيز قدرتها على منافسة المنتجات المستوردة، مع العمل على خفض الأسعار لصالح المستهلك المحلي؟

من خلال مسيرتي المهنية في صناعة الدواجن التي تمتد لأكثر من 51 عاماً، أود أستعراض بعض التوصيات التي أعتقد أنها ستكون محورية في تحسين وضع صناعة الدواجن المحلية. وتستند إلى ملاحظاتي ودراساتي السابقة، وتتلخص في النقاط التالية:

1. إنشاء مصنع عالمي لإنتاج الأعلاف، متطور لإنتاج الأعلاف بطاقة إنتاجية تصل إلى 100 طن لكل ساعة. ويجب أن يتضمن مستودعات لتخزين الذرة والصويا تكفي من ثلاثة الى خمسة أشهر.

من المعروف أن المصانع الحالية تعتمد على الأساليب اليدوية في تصنيع الأعلاف، ما يؤدي إلى فقدان كبير في الجودة، علاوة على ذلك، فإن الأعلاف التي يتم تصنيعها باستخدام الطرق التقليدية في العديد من المزارع المحلية لا تضمن تحقيق نسبة تحويل غذائي مناسبة، بينما في المصانع العالمية، تتراوح نسبة التحويل من العلف إلى اللحم عند استخدام الأعلاف المحسنة إلى 1.5 كيلو علف لكل 1 كيلو من اللحم، بينما في الكويت قد تتراوح النسبة إلى كيلوغرامين لكل كيلوغرام، مما يعني تكلفة أعلى وأداء أقل.

2. إنشاء مركز فرز وتعبئة للبيض مخصص للشركات الصغيرة، ان هذه المراكز ضرورية لفرز البيض، وتعبئته بشكل منظم وآمن، حيث يمكن للشركات الصغيرة الاستفادة منها في تحسين جودة المنتجات.

3. تحويل البيض المكسور إلى سائل لاستخدامه في مصانع الحلويات، فهو يمثل جزءاً من الفاقد في العديد من المزارع، يتم بيعه لمصانع الحلويات والمخابز.

4. تحسين سلامة مصانع الأعلاف الصغيرة في الكويت تفتقر إلى الرقابة الجيدة، وتعرض الأعلاف للتخزين المفتوح، مما يسمح للطيور والفئران بالتغذي منها. هذا يعرض الأعلاف للتلوث وينقل الأمراض، من الضروري تعزيز الرقابة الصحية وتطبيق معايير الأمان في جميع مراحل إنتاج الأعلاف، فإن الخسارة اليومية تتراوح ما بين 5و10 في المئة.

5. توصيل الأعلاف بالصوامع مباشرة لضمان جودة الأعلاف وتقليل الفاقد، يجب أن تتم عملية نقلها عبر صوامع معزولة بشكل آمن، النقل بالصوامع يساعد في تقليل التلوث.

6. تشجيع استخدام الأعلاف المحببة والمكعبات، وهذا النوع من الأعلاف يتمتع بالعديد من المزايا، مثل:

• سهولة النقل والتخزين: الأعلاف المكعبة أسهل في النقل ويمكن تخزينها لفترات أطول.

• زيادة فترة التخزين: تتميز الأعلاف المحببة بقدرتها على الحفاظ على قيمتها الغذائية لفترة أطول.

• تقليل فصل خامات العلف: تساهم الأعلاف المحببة في تحسين الخلط بين العناصر الغذائية، وتقليل الفصل بين مكونات العلف.

• تقليل المحتوى الميكروبي: المعالجة الحرارية للأعلاف المحببة تساهم في تقليل نمو الكائنات الدقيقة الضارة.

• سهولة تغذية الطيور: الأعلاف المكعبة تمنح الطيور وجبة غذائية متكاملة وبمذاق مستساغ.

للأسف، في الكويت لا تزال شركتان كبيرتان فقط تستخدم هذا النوع من الأعلاف، مما يشير إلى ضرورة تشجيع المزارع الأخرى على اعتماد هذه الطريقة لتحقيق أفضل النتائج من حيث الإنتاجية وجودة الطعام.

من خلال تنفيذ هذه التوصيات، يمكن لصناعة الدواجن الكويتية أن تواجه التحديات الحالية بنجاح، وتعزيز الإنتاج المحلي باستخدام تقنيات حديثة سيساعد في تقليل الاعتماد على الواردات، كما سيسهم في توفير بيض ومنتجات داجنة بأسعار تنافسية للمستهلك المحلي. الاستثمار في تطوير البنية التحتية للمزارع، وتحسين الأعلاف، وتطبيق معايير صحية صارمة، من شأنه أن يعزز صناعة الدواجن في الكويت ويحميها من تقلبات السوق العالمية.