السبت 28 يونيو 2025
41°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
شَتّانَ بَيْنَ التَّقْدير والاسْتِخْفاف
play icon
كل الآراء

شَتّانَ بَيْنَ التَّقْدير والاسْتِخْفاف

Time
الأحد 16 فبراير 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يُقَدِّر الانسان الشخص الآخر عندما يتعامل معه كإنسان حرّ، ومستقلّ، يستحقّ المعاملة المحترمة، ويستخفّ به عندما يستصغره في عينه، وربما يزدريه لفظياً أو سلوكياً، وشتّان بين التقدير والاستخفاف بسبب الاختلاف الجوهري بينهما، ومن بعض علامات "التقدير" و"الاستخفاف" في العلاقات الإنسانية المختلفة في عالم اليوم، وكيفية استحقاق الأولى، ودرء الثانية، نذكر ما يلي:

-علامات التقدير: يتعامل الفرد مع الآخر بتقدير وباحترام عندما ينظر إليه كشخص يساويه في السّمات الإنسانية، ويظهر التقدير في العلاقات، الفردية والأسرية والاجتماعية، في لغة الجسد التي يستعملها الأفراد تجاه بعضهم بعضاً، وفي نوع الكلمات التي يستعملونها للإشارة الى الانسان الآخر، والتحدّث معه بأدب.

واستعمال لغة الجسد لإيصال رسائل الاحترام والتقدير إليه، وتوقيره، والتعامل معه كشخص يستحقّ الإكرام.

-علامات الاستخفاف: يستخفّ المرء بالشخص الآخر عندما يستصغره في عينيه، وربما يستعمل إيماءات جسدية تشير الى إزدرائه له، وعندما يستهين به، بشكل مباشر، أو بالتلميح قولاً أو نظراً، وتظهر إشارات الاستخفاف في سهولة اغتياب الانسان الآخر، أو على الأقلّ جعله، بينما هو غائب، موضوعاً للتندّر مع الآخرين، وبخاصة تجاهل دعوته بشكل مباشر في المناسبات الاجتماعية الخاصّة، مع أنه يستحقّ معاملة أفضل.

- استحقاق التّقدير: يستحقّ المرء تقدير الناس العقلاء إذا توفّرت لديه سمّات شخصية معيّنة، ومنها على سبيل المثال، تقديره الواضح لذاته، وحرصه على عدم وضع نفسه في مواقف يمكن أن يتعرّض فيها الى الاستهانة، أو الاستخفاف، أو ربما الازدراء، واستقلاليّته الفكريّة، ونفوره الشديد من التّبعيّة العمياء، ومعرفته الدقيقة لقدراته وإمكاناته، واستمراره في اكتساب المهارات الضروريّة التي تجعله لا يتّكل على أي من كان في إدارة شؤون حياته، وملاحظة والتخلّص من أي نقاط ضعف في شخصيته، ورفضه التّام مشاركة أسراره، وما يحدث له في حياته اليومية مع الناس الآخرين، وعدم جعله شؤونه الخاصّة مادة حديث مع الناس، وحرصه على العزلة الاجتماعية الإيجابية بين الحين والآخر، ودراسته المستمرة للسلوكيّات البشريّة، وتعرّفه على الدوافع النفسية وراء كلام وتصرّفات الأفراد، وتقويته وعيه الظّرفي، وتمرينه المستمر لثقته بنفسه.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار