الشيخ ماجد التركي ود.بسام المحمد ود.غياث عباس في ندوة "التآخي والسلام والأمن" في دار الثقافة بحمص (خاص - السياسة)
عُقدت في حمص تحت عنوان "ماذا يريد الوطن من المواطن؟" وثمّنت مساعي السعودية لرفع العقوبات وتقديم المساعدات
سورية ـ سهيلة إسماعيل وعبدالحكيم مرزوق
تحت عنوان "ماذا يريد الوطن من المواطن"، أقام الشيخ ماجد السليمان التركي ندوة حوارية في دار الثقافة بحمص حملت شعار "التآخي والسلام والأمن"، بحضور شخصيات مؤثرة، وتحدث خلالها الشيخ ماجد السليمان التركي والأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة حمص د.بسام المحمد ومدير الصحة المدرسية د.غياث عباس، وجاءت الندوة دعوة صادقة لإحياء روح الوحدة والالتزام في سورية الحرة التي يريدها كل مواطن لبناء مستقبل زاهر ومشرق.
واستهل الندوة الشيخ التركي، مشددا على أهمية إقامة الندوة في مدينة حمص الملقبة بعاصمة الثورة والمعروفة بتنوع مكوناتها، قائلا: إن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد البائد حوّل المدن للسورية إلى بقايا مدن، مضيفا أن أهم سمة لدى الشعب السوري التعايش بين الجميع واليوم مطلوب تعزيز هذا التعايش لإعادة بناء الوطن والالتحام والتعاون مع الدولة لتحقيق مصلحة الجميع، على أن يقوم كل مواطن بدوره، معتبرا أكبر دليل على التعايش وجود بعض القرى التي ما زالت تتكلم باللغة السيريانية، وما زالت أقدم كنيسة في الشرق وأقدم مسجد موجود في سورية، وكانت سورية في غيبوبة واليوم استفاقت، وكل ذلك يدل على عظمة الشعب السوري وعلى تعايشه وتقبله للآخر، واليوم علينا أن ننسى الماضي وننسى أي نزاع، لنبني وطنا آمنا حرا كريما صالحا للحياة تعظم فيه حرية الإنسان، ونقدم للوطن ما نستطيع من التزام بالقوانين ومساندة السلطة الحالية للنجاح بإيصالنا إلى بر الأمان.
وركز التركي في الندوة التي عقدت في إطار الجهود الرامية لدعم إعادة بناء سورية الحرة بعد التخلص من النظام البائد، لتكون منبراً لتبادل الرؤى حول مستقبل الوطن في مرحلة التحرر والبناء، وأدارتها الإعلامية ريم شرقاوي، على أن الوطن هو رمز الهوية والانتماء والعِزَّة والفخر والكرامة، وأكد على ضرورة العمل على حمايته ضدّ أي خطرٍ أو عدوانٍ داخلي أو خارجي، إضافة إلى المحافظة على مُقدَّرات الوطن، كما شكر السعودية على جهودها في رفع العقوبات المفروضة على سورية، فضلا عن تقديمها للمساعدات الإنسانية المستمرة للشعب السوري.
من جانبه، أكد الدكتور بسام المحمد أهمية انتصار ثورة الشعب السوري والتحديات التي تواجه المجتمع، وفي مقدمتها السلم الأهلي مع ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية والجغرافية السورية، وعدم الانجرار وراء الدعوات المشبوهة المنادية بتقسيم سورية وهو أمر لا يقبل به أي مواطن سوري، منوها إلى أن السلم الأهلي السبيل الوحيد للاستقرار وتحقيقه مشروط بقضايا كالعدالة الانتقالية وضبط السلاح وبدء عملية الحوار الوطني الجامع، بالإضافة إلى دعم المبادرات المجتمعية والوقوف إلى جانب المهجرين ودعمهم ليعودوا إلى منازلهم، ودعم الإعلام الرسمي ووضع حد للمنشورات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي واحترام القانون وسيادته وتطبيقه على الجميع.
بدوره، ختم الندوة الدكتور غياث عباس مؤكدا أن سورية تعيش الآن مرحلة تاريخية مفصلية ولن تنجح باجتيازها إلا بالتسامح والصفح والمحبة وتشابك الأيدي بين مختلف طوائف ومكونات الشعب السوري، وأن يكون الخطاب خطابا وطنيا صرفا جامعا بعيدا عن السلوكيات الخاطئة والمفردات المستفزة والمصطلحات البغيضة، وألا يتم ارتكاب أخطاء النظام البائد وطغمته الفاسدة الذين أفسدوا كل شيء، مشددا على أن المرحلة الحالية بحاجة للكثير من الوعي والعمل على تطبيق دولة القانون لتحقيق العدالة الانتقالية، مشيرا إلى أن النظام لم يكن طائفيا ولم يقدم شيئا لطائفة على حساب أخرى، بل أفقر الفئة المحسوبة عليه كي يذهب أبناؤها إلى التطوع في صفوف الجيش.
واعتبر عباس أن عنوان الندوة سؤال كبير، فالوطن يطلب منا أن نحتكم إلى العقل وأن ننبذ الطائفية بشتى صورها لأن السوريين أبناء أم واحدة هي سورية ومن واجبهم أن يرعوها ويحموها لأنها عانت الكثير في سبيل الوصول إلى النصر الذي يستوجب طهارة القلب وطهارة الكف، مؤكدا أن العدالة في الوطن ليست انتقاما وما يحدث اليوم لا يمت لها بصلة بل يفتح أبوابا ويخلق فوضى لا تحمد عقباها، مشددا على أن محاسبة الجناة ورموز الفساد مطلب جميع السوريين.
الشيخ ماجد السليمان التركي متحدثا في ندوة "التآخي والسلام والأمن" الحوارية في دار الثقافة بحمص (خاص - السياسة)