ولنا رأي
الرئيس الأميركي ترامب، ابن المهاجر الألماني، الذي قَدم جده لوالده من المانيا بحثا عن العمل، والحرية، والاستقرار في أميركا العالم الجديد.
ورئيس وزراء الكيان الصهيوني المهاجر المغتصب، جاء والداه مهاجرين من بولندا الى الولايات المتحدة طلباً للأمان، والاستقرار، وعندما شاءت الاقدار أن يتوليا زمام الأمور في غفلة من الزمن، واستغراب من العالم، بدآ يطلقان التصريحات لتهجير سكان غزة عنوة، وبالقوة لتحقيق حلمهما.
فالأول رجل أعمال، ويملك السلطة، والقوة ويريد أن يحول قطاع غزة الى "ريفيرا" جديدة تدر عليه مليارات الدولارات، ويحولها أماكن ترفيه، وملاعب غولف، وموانئ سياحية.
والآخر يريد تحقيق حلمه السادي "التلمودي"، بالقضاء على المقاومة الفلسطينية (حماس) في غزة، بعد أن دمرها بأسلحة أميركا، وحولها الى أثراً بعد عين، ويريد احتلالها، وطرد الملايين من سكانها، بعد أن فشل أن يدمر روحهم المعنوية، ويستأصل جذوة الجهاد في أنفسهم.
فوجد كل منهم ضالته، ومتنفسه لإفراغ طمعه وغله في القضاء على ما تبقى من أرض غزة، وسكانها في ظل صمت مطبق، وصدمة لكل العالم الحر، ومنظماته الدولية، وقراراتها الملزمة بحل الدولتين والعودة للسلم، والتعايش السلمي.
وفي ظل امتعاض، ووجوم، واستسلام عربي، نتيجة للفرقة في الموقف، وانفراد بالقرار السياسي، والحفاظ على الكراسي، والحكم، واستجداء أميركا، والكيان الصهيوني باقتراح الحلول المنكسرة، والباهتة، بدلا من الاعتراض، والمواجهة، حتى أصبحت الدول العربية، وبعض دول العالم، تعامل من ترامب ونتنياهو بالأوامر، والقوة، وكأنها جمهوريات الموز، وهو مصطلح سياسي يطلق للانتقاص، والازدراء بالدول غير المستقرة سياسياً، والتي ليس لها ثقل سياسي واقتصادي، بين دول العالم، ويعتمد اقتصادها على عدد قليل من المنتجات المعرضة للفساد، ومحكومة بمجموعة صغيرة وفاسدة.
وكان أول ظهور لهذا المصطلح عندما تحكمت شركة أميركية في تجار الموز في بعض دول أميركا اللاتينية، وأصبحت الشركة مع الطبقة الثرية الفاسدة تتحكم في سياسة تلك الدول. فهل يعيد التاريخ نفسه، ونصبح كجمهوريات الموز أم نتعظ، ونقف وقفة دولة واحدة عربية وإسلامية، لها مقوماتها السياسية، والدينية، والستراتيجية، ونضع حدا لهذه المسرحية، وهذه التهديدات، فالقوة ليست بالأسلحة، بل بالمواقف، والرجال، ولنا في حرب غزة، وفيتنام درس تاريخي.
دكتور في القانون ومحام كويتي
[email protected]