الخميس 19 يونيو 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
 غدير عبداللّه الطيار
كل الآراء

جمال الروح... أين يكمن؟

Time
الثلاثاء 18 فبراير 2025
View
30
غدير عبداللّه الطيار

سؤال يتبادر إلى اذهاننا: أين جمال الروح؟

نعم في هذه الحياة التي نعيشها، ونتعايش معها، نخالط ونعاشر اناساً كثر، لهم بصمات واضحة في حياة كل منا، وفي المقابل هناك جماليات كثيرة موجودة داخلنا وبمن حولنا، نعم جماليات نحن في أمس الحاجة اليها.

واننا بالفعل لنعجب مما نكتسبه في حياتنا مقارنة بما نأخذه منها، نتيجة هذه النظرة القاصرة للحياة، والتعامل التقليدي، وفي اوقات كثيرة، التعامل الجاف القاصر، ايضا لما حولنا.

بالفعل جماليات الحياة موجودة في اماكن لا نتوقعها، وفي اشخاص لم نفكر فيهم مطلقاً، فالجمال ليس مرتبطاً بالمكان او الزمان... لكن؟

سلوكيات حلوة اكتسبت، كم نتمنى المزيد منها، فاين تكمن هذه السلوكيات؟ هذا هو السؤال. إنه سؤال يخالجني كثيراً، ولكن الذي أثق به أن تلك الجماليات تكمن في الارواح العذبة الرقيقة اللطيفة، التي تأسر من يعرفها ويتقرب منها فما أجمل ذلك وما أروعه.

ما اجمل أن تكون علاقتنا مع الآخرين، علاقة حب، وصفاء، ونقاء ورقة وشفافية، وبساطة وعدم تكلف، والأجمل من ذلك أن نجد من يأخذ الامور ببساطة، ولا يحملها ما لا تحتمل، والاجمل ايضاً ان نجد من يفرض حسن النية في جميع الامور.

إن ما يميزنا عن غيرنا، ويجعلنا بالفعل نشعر بالسعادة والرضا عن انفسنا، ليس فقط افضليتنا عن الآخرين، لكن هناك جوانب معينة حبانا الله بها، وهي أسلوبنا، ورقتنا في تعاملنا. من تجربة عشتها، وعاشها غيري كثير، تكون فيها الجمال حيث نرى جماليات موجودة بالفعل في فئات عرفناها وعشنا معها، لحظات صافية، لا بد أن تكون محفورة في قلوبنا، لا تمحوها ذاكرة الزمن، ولا يخفي معالمها غبار النسيان. جماليات في الحديث، وفي العبارة، وحتى في الصمت، وهو مكمن الروعة بهم. إننا في حالات الارهاق، وشعورنا بالالم والتعب من كل اجزاء جسمنا، فإن الدواء ليس هو ما يريحنا بقدر ما يريحنا الاشخاص الذين من حولنا، بعد فضل الله عز وجل، برقتهم، وكلامهم العذب، ابتساماتهم التي تريح القلب، وتنزل برداً وسلاماً على النفس. نعم المعاملة الحانية الودودة الراقية هي الجمال نفسه الذي ننشده في كل مكان، وفي كل زمان، مهما فرغ المكان، ومهما تبدلت الازمان، يظل حبهم واحترامهم هو ما نعتز بالاحتفاظ به. نحن بالفعل بحاجة لمن يستقبلنا، ويشعرنا أننا اناس مرغوب بهم. يفتح ابواب قلبه قبل ابواب منزله، يصافحنا بروحه قبل ان يصافحنا بيده. نحن بحاجة لزرع الورود بداخلنا. نحن بحاجة لحديقة غناء تلطف الاجواء الحارة الجافة من قلة المشاعر الجميلة بيننا، ويكفي بالفعل ان نرى الابتسامة على شفاه الآخرين، لنعرف بالفعل اننا زرعنا داخلهم حباً لا ينتهي. نقطة آخر السطر.

كاتبة سعودية

Ghadeer020@‬

آخر الأخبار