صراحة قلم
نعيش هذه الأيام من شهر فبراير أجواء ربيعية جميلة، ينتهزها الكثير للذهاب إلى البر، والتمتع بأجواء الطبيعة، بعيداً عن صخب المدينة، وتجربة العيش ببساطة، وهذا ما جعل بعض الدول تنتهز هذا الأمر، وتخلق سياحة جديدة تدر عليها الأموال، وهي سياحة الصحراء.
ففي الإمارات صحراء شاسعة، تكسوها كثبان رملية، حارة جدا في الصيف، لكنها جعلتها أحد مصادر السياحة لديها في فصلي الشتاء والربيع، فأنشأت ألعابا للتزلج على الرمال، وكذلك واحات سياحية فيها خيام فندقية، تنظم فيها فعاليات سياحية من التراث البدوي، فجلبت الكثير من سياح العالم لعيش هذه التجربة.
ولما رأت السعودية تعلق الكثير من أهل الخليج بالتنزه في البر، والتمتع بأجوائه، وما يحتويه من خضرة في فصلي الشتاء والربيع، وشاهدت نجاح التجربة الإماراتية، حولت صحراء العلا مركزاً سياحياً يقصده الكثير من السياح في العالم، لما فيه من أماكن تراثية، فأنشأت واحات سياحية، تحتوي على خيام فندقية، وتقيم فيها فعاليات ترفيهية وثقافية، تحكي عن تراثها.
وعلى المستوى الفردي، استغل عدد من الأفراد فصل الربيع، وأنشأوا خياماً مجهزة لتأجيرها لمن يريد الإقامة في البر، والتمتع بأجواء الربيع الجميلة، ويمتع نظره بمشاهدة العشب الاخضر، وما يحتويه من نباتات، كالخزامى، والنفل، والصفار، والربله، والأقحوان، وغيرها من نباتات جميلة، وعيش تجربة حياة هادئة في حضن الصحراء.
تعتبر السياحة في عصرنا الحالي، من أكبر مصادر الدخل المالي، لأن الناس، وبسبب توفر، وسائل النقل السريعة، يحبون خوض تجارب حياة جديدة، ومشاهدة دول، ومدن، ومناطق جديدة، فمنهم من يسافر للسياحة والتمتع بمشاهدة الآثار والمتاحف.
ومنهم من يسافر من أجل التمتع بمناظر الطبيعة، وبعضهم من أجل التسوق، ومشاهدة المدن، وبعضهم للعلاج، والاستجمام، ومن الجميل أن تكون هناك سياحة نابعة من صحرائنا، مرتكزة على تراثنا، ليكون هناك دخل مالي للدولة، إلى جانب نشر ثقافتنا البدوية.
al_sahafi1@