حديث الأفق
- مَن تفكَّر في عواقب الدنيا أخذ الحذر
- خوف الفأر من المصيدة نجَّاه من الموت
- ما دمت تخشى العواقب أنصحك بألا تسرق الطعام
- البقرة: يريدون اصطياد الأبقار فهل أطلب اللجوء؟
- الدجاجة كانت أولى الضحايا وبعدها الخروف والبقرة
- الزوجة حسبت الثعبان فأراً فكانت نهايتها
- القارض وحده استشعر الخطر والآخرون استخفوا
ثمة الكثير من المشكلات التي يتصور البعض أنها بعيدة عنه، ولن تصيبه نتائجها، لكنه يصبح بين ليلة وضحاها ضحية لها، لذا فالمرء الحصيف يعمل على تفادي النتائج بالحذر منها، كي يبقى بمنأى عنها، وقد قيل قديماً: "الحوادث ليست قدراً ومصيراً إنما لا مبالاة وتقصيراً".
وقال ابن الجوزي: "من تفكّر في عواقب الدنيا أخذ الحذر، ومن أيقن طول الطريق تأهب للسفر"، لهذا على المرء ألا يستخف بالحوادث البعيدة عنه، وعليه أن يكون متأهباً لها، وفي الأسطر التالية قصة يمكن أن تفيد في هذا الشأن:
كان فأر يعيش في مزرعة، فرأى يوماً صاحبها يُخرج مصيدة من صندوق، فاندفع كالمجنون في أرجائها، وهو يصرخ: "لقد جاؤوا بمصيدة الفئران، يا ويلنا"!
هنا صاحت الدجاجة محتجة: "تزعجنا بصياحك وعويلك، فالمصيدة سيتم إعدادها لك هذه مشكلتك وحدك".
فتوجه الفأر إلى الخروف وقال: "الحذر... الحذر، ففي البيت مصيدة". فابتسم الخروف وقال: "يا جبان، يا رعديد، لماذا تمارس السرقة والتخريب، ما دمت تخشى العواقب، ثم إنك أنت المقصود بالمصيدة، فلا توجع رأسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام، وقرض الحبال والأخشاب".
هنا لم يجد الفأر مناصاً من الاستنجاد بالبقرة، التي قالت له باستخفاف: "في بيتنا مصيدة، يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها، هل أطلب اللجوء السياسي في حديقة الحيوان".
وبعد ما تبين له أن لا أحد يهتم، قرر أن يتدبر أمره بنفسه، وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، وقرر الابتعاد عن مكمن الخطر، ونام بعدها قرير العين، وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة، وهي تنطبق على فريسة، فهرع الفأر إلى حيث هي، ليرى ثعباناً يتلوّى، بعد أن أمسكت المصيدة بذيله، ثم جاءت زوجة المزارع، وبسبب الظلام حسبته فأراً، وأمسكت بالمصيدة فلدغها الثعبان، فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى، حيث تلقت إسعافات أولية.
عادت إلى البيت، وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، فذبح المزارع الدجاجة لتوفير الحساء لزوجته، وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لا بد من ذبح الخروف لإطعامهم.
لكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السم دام أياماً عدة، وجاء المُعزون بالمئات، فاضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم.
وبذلك، فإن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأر، الذي كان مستهدفاً بالمصيدة، وكان الوحيد الذي استشعر الخطر، بينما الآخرون حسبوا أنهم بعيدون عن المصيدة، فلم يستشعروا الخطر، بل استخفوا بمخاوف الفأر، الذي كان يعرف بالغريزة والتجربة أن ضحايا المصيدة قد يكونون أكثر مما تتصور باقي الحيوانات.
الخلاصة: حتى لو كانت المشكلة التي تحدث قريبة منك لا تعنيك، فلا تستخف بها، لأن من الممكن أن تؤثر عليك نتائجها لاحقاً.
نكشات
يا وزير المالية أوجدوا بنوكاً للإسكان، تكون ملكاً للبنوك التجارية، يكون اختصاصها تمويل مشاريع الإسكان، بينما تتحمّل الحكومة جزءاً من فوائدها، كما هي الحال في دول أخرى، فترتاح الحكومة من بنك الائتمان.
* * *
محبة الناس ليست بالحسب والنسب، ولا بكثرة المال والذهب، إنما بالأخلاق والأدب.
* * *
قال حكيم لابنه إذا ملأت عقلك بصغائر الأمور فلن يبقى لكبارها مكان، فالعقل كالحقل إن لم تتعهده بالنباتات الجيدة، نمت فيه الحشائش الضارة.
* * *
يا وزير التجارة، عليك عبء كبير، وهو تجارة البلد وتنشيطها، فهذا القطاع كان مهملاً طوال الثلاثين سنة، لذا حفز الصناعة وحفز الأمن الغذائي، واعمل على أن تأتي الأموال والفرص الاستثمارية.
* * *
تقول الهيئة العامة للمعلومات المدنية إن 260 ألفاً و252 كويتياً متزوجون من زوجة واحدة، و7667 متزوجون من زوجتين، و650 مواطناً متزوجون من ثلاث، بينما 80 مواطناً متزوجون من أربع حتى نهاية سنة 2024... اللهم زد وبارك.
* * *
أسبوعان، وربما أقل، سنستقبل شهر الخيرات رمضان... لعل في هذا الشهر ترتاح النفوس، ويجبر الله خاطر كل من يحتاج إلى جبر الخواطر.