الاثنين 24 فبراير 2025
12°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تَوَفَّنِي إذا علمتَ الوفاةَ خيراً لي
play icon
كل الآراء

تَوَفَّنِي إذا علمتَ الوفاةَ خيراً لي

Time
الأحد 23 فبراير 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يُفترض بالمؤمن العاقل أن يسعى قدر ما يستطيع أن يقضي أغلب وقته في عبادة الله، عزّ وجلّ، وذكره وشكره على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى.

ويجدر به أيضاً ألاّ يتمنى "طول الحياة"، ما لم ينوِ قضاء الجزء الأكبر منها في طاعة ربّ العباد، وعمل الخير، والاستعداد للآخرة.

ولا يجب على كل من هو مدرك، وعاقل ورزين، لا سيما من يعرف تمام المعرفة ما هي مهمّته الرئيسية في الحياة الدنيا، كونه مسلماً، أن يطلب الخلود، وكثرة المال على حساب عمل الآخرة، ولقد أتى في الحديث الشريف: "اللَّهمَّ بعلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيني ما علمتَ الحياةَ خيراً لي وتوفَّني إذا علمتَ الوفاةَ خيرا لي".

وممّا يساهم في جعل وفاة الانسان المسلم خير له، نذكر ما يلي:

-طاعة الله وحسن عبادته، وشكره وذِكْرِه: يطيع الانسان المسلم المؤمن ربّه عزّ وجلّ في السرّ والعلن، ويسعى قدر ما يستطيع الى أن يُحسن في عبادته لله عزّ شأنه، عبر الإخلاص في العبادة. ويشكر نِعَمَ ولطائف ربّه، ويغتنم أي فرصة سانحة لتقديم الطّاعات، لا سيما العبادة، وفي ترك النواهي الشرعية، والايفاء بالأوامر الإلهيّة.

-تجنّب الانغماس في فتن الدنيا: يبتعد المسلم العاقل بنفسه عن فتن الحياة الدنيا، مثل فتنة المال، او الناس، او الاعجاب المفرط بالنفس، او ظلم الآخرين، او أكل المال الحرام، وفتن النفاق والرياء والكذب، والاعجاب المفرط بالثقافات غير الإسلامية، وفتنة الهوى البشريّ المتقلّب، والخلوات، التي من أسوأها الشرك بالله عزّ وجلّ.

-مراقبة الله والنفس: يراقب المسلم العاقل، الذي يريد فعلاً أن يُرزق حسن الخاتمة، ربّه جلّ شأنه في السرّ والعلن، ويراقب بالأخصّ نفسه الأمّارة بالسوء، وبالذّات ذنوب الخلوات، وهذه الأخيرة تقلّل التوفيق، وربما تحرم الانسان من الرزق الحلال.

-استباق الخيرات: يبادر ويستعجل المسلم العاقل في فعل الخير، والحياة تقدّم فرصاً لا حصر لها تمكّن الفرد من عمل الخير، ومن يستبق الخير، يقدّم لآخرته، لأنه يدرك أنّ ما سيرافقه بعد وفاته هو عمله فقط.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار