في شهر رمضان الكريم، نشعر بدفء خاص يغمر قلوبنا، فهو شهر يعيدنا إلى الله سبحانه وتعالى، ويعطينا الفرصة للتوبة والتغيير.
شهر رمضان هو للصيام والعبادات التي يؤديها المسلمون، لكن هذا ليس كل ما يمارسه المسلمون في هذا الشهر الفضيل، إنما هم في رمضان يبحثون عن ثواب الله ومغفرته، ويحاولون التقرب إليه من خلال العبادات والأعمال الصالحة.
تنبع أهمية هذا الشهر من الصيام، فهو يعتبر فرصة للنفس للتركيز والتحكم في ميلها نحو الشهوات والمعاصي، وبالتالي، فإنه يساعد المسلمين على الانتصار على الشيطان، والابتعاد عن الخطايا والفتن.
كما يذكرنا النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بأن من قام رمضان إيمانا واحتسابا، سيغفر الله له ذنوبه، وفي هذا الشهر، تزداد الأعمال الصالحة والعبادات، مثل قيام الليل والصدقة والذكر والتدبر في القرآن الكريم.
ويقول ربنا سبحانه وتعالى في القرآن: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ".
يعتبر رمضان فرصة للتغيير والتفكير، فالصيام والعبادات تؤثر إيجابياً على النفس، وتمنح الإنسان الفرصة لإعادة تقييم نفسه وتوجيهها إلى الطريق الصحيح.
ويظهر الحب والتسامح والرحمة في هذا الشهر، إذ يتبادل الناس الأطعمة ويتبرعون بالصدقات للفقراء والمحتاجين.
وفي ظل التحديات والأوضاع الحالية، يظهر شهر رمضان بمثابة مصدر للأمل والثبات، فالصوم والعبادات تساعد الإنسان على التغلب على الصعوبات، والابتعاد عن العادات السيئة، وتتحول الشهوات إلى خلق رائع للفضيلة والنبل.
وفي هذا الشهر المبارك، يجب على المسلمين أن يستغلوا الفرصة ويتوبوا إلى الله، ويستغفروه، للتخلص من الذنوب والخطايا والتغير إلى الأفضل.
يجب علينا أن نتذكر أن الله هو الغفور الرحيم، يقبل توبة المؤمنين في كل وقت، طالما كانوا صادقين في نواياهم وأعمالهم، إذاً، فإن رمضان هو وقت للتوبة والاستغفار، وللتفكير في ما يمكننا أن نحسنه في حياتنا، والتخلص من السلبيات.
فلنستغل هذا الشهر لنعيد ترتيب أولوياتنا، ونقلب نفوسنا إلى الله ونتمسك بالإيمان والتوبة.
في الختام، يشعر الكثير من الناس أنهم بحاجة إلى التوبة والمغفرة في هذا العام بسبب الظروف الصعبة والتغيرات الجذرية في حياتنا، لذلك، يجب علينا الاستفادة من شهر رمضان لتغيير حياتنا والتقرب إلى الله، وتمني الخير لبعضنا بعضاً، والعمل على إصلاح أخطائنا، وتغيير ما نشعر بالحاجة إليه في حياتنا.
كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وأسأل الله أن يتقبل منا الصيام والصلاة، وأن يجعلها مقبولة وعامرة بصالح الأعمال.
ولا تنسوا أن تسقوا أنفسكم من نهر التوبة والمغفرة في هذا الشهر الكريم.
كاتب كويتي