الأربعاء 05 مارس 2025
15°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
لَا يَغُرَّنَّك كَثْرَة الْخَبِيث
play icon
كل الآراء

لَا يَغُرَّنَّك كَثْرَة الْخَبِيث

Time
الثلاثاء 04 مارس 2025
View
30
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

(المائدة 100).

يجدر بالمؤمن العاقل أن يسعى قدر ما يستطيع أن يقوّي إيمانه ويقينه، لا سيما في عالم اليوم المضطرب، والذي يبدو بالنسبة الى البعض وكأنّه تَمَكَّنَ فيه الخبيث من الطيّب، وغلب فيه الشرّ الخير، ومن بعض مبادئ تقوية الايمان، وبعض وسائل تثبيت ثقة المرء المسلم بربّ العباد، في زمن الفتن والقلاقل، وهو عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

- الخبيث طريق الخسران: ينتهي المطاف بما هو خبيث بالفساد وبالهلاك الفعليّ، حيث أثبت التاريخ الإنساني أكثر من مرّة أنّ ما هو رديء وباطل، ومخالف لما هو حقّ، سوف ينتهي به الأمر الى نهاية مأسوية لمن تأبّط الخبيث، حيث لن يقبل المنطق الأخلاقيّ الكونيّ استمرار طغيان الشرّ على الخير. وطوبى لمن رسّخ هذه الحقيقة الكونيّة في عقله وقلبه، بينما يشاهد ربما بقلق شديد غلبة وطغيان ما هو خبيث على ما هو طيّب، لكن الانتصار النهائي سيكون دائماً لما هو حقّ وما هو عادل، وما هو أخلاقيّ.

- "لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ" (آل عمران 196): لا يجب أن ينخدع المؤمن العاقل بما يراه ويسمعه عن انتصارات أهل الباطل على أهل الحقّ في عالم اليوم المضطرب، فالغلبة أخيراً ستكون لأمة الإسلام، ويجدر بالمسلم العاقل أن يتذكّر هذه الحقيقة الثابتة: كم مرّ بأمة محمد من ضعف ونزع لمهابتهم في قلوب أعدائهم، لكن صارت لها الغلبة آخر المطاف، فلا يخدعك ما تراه وتسمعه من جبروت أمم الكفر على أمة الإسلام، فالخبيث لا بد له من الخسران، ولو بعد حين.

- التَّوكُّل على الله: يتوكّل المسلم على ربّ العباد عندما يؤمن إيماناً كاملاً أنه عزّ شأنه هو الذي يوصل له النِعَم وهو من يدفع عنه البلاء، ولا يجب تأمّل الخير ودفع البلاء سوى من المولى، عزّ وجلّ، وحين يصل المرء إلى درجة التوكّل الكامل على المولى، عزّ وجلّ، فلن يغرّه، أو يضعف إيمانه كثرة الخبيث.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار