سَماحة النفس صعبة على البعض

حوارات

تشير سماحة النفس الى سهولة تعامل الناس مع الشخص السمح لاختياره التعامل السهل معهم، ولسلامة صدره من التعصّب، وسوء الظنّ المفرط، ولخلوّ قلبه من الكبر، ولبشاشة محيّاه وطلاقة وجهه، وسخاء قلبه، وحسن ظنّه ولطافته وحسن طبعه (باختياره).

لكن هناك بعض النفر مكفهرّين وسوداويّين، وجافّين مع الناس باختيارهم، ويواجه هؤلاء صعوبة كبيرة في اعتناق سماحة النفس لأسباب نفسيّة، وفكريّة، وروحيّة محدّدة، ونذكر منها ما يلي:

- عقدة النّقص والدونيّة: لا يصبح المرء فظاً وجافاً في تعامله مع كل الناس، ما لم يكن يعاني من عقد نقص شديدة التعقيد، من شعور مزمن بالدونيّة، فيظنّ بعض المضطربين روحياً أنّ سماحتهم، وسخاء قلوبهم، ولطافة تعاملهم مع الانسان الآخر تدلّ على ضعفهم.

لذا هم في صراع مستمر مع ذواتهم المعقّدة ونفوسهم المنغلقة، ويستمرون يسعون الى تعويض ما يشعرون به من نقص عبر تكلّف المكانة المزيّفة، وربما بالتكبّر المفرط على عباد الله، وكأنّ العالم يدور حولهم هم فقط.

لهذا لا يمكن للإنسان أن يصبح سمح النفس ما لم يتغلّب باختياره على عقد نقصه ودونيّته.

- غِلظة الطَّبع: يرث بعض الأفراد غلاظة وجفاف الطّبع، ولكنهم ليسوا مرغمين على تكرار موروثهم النفسيّ السلبيّ، وربما يختار البعض الآخر الغلظة بدلاً من السماحة لاعتقادهم المضطرب أنّ لا يوجد إنسان آخر في هذا الكون الشاسع يستحقّ منهم التعامل الحسن، وستجد هكذا نفر غليظ الطبع بالكاد يوجد لديهم أصدقاء حقيقيون، ويندر أن يوجد في حياتهم من يحبّهم حباً حقيقياً.

- شحّ النفس: النفس الأمّارة بالسوء شحيحة، ضيّقة، أنانية للغاية، ويتحوّل المرء الى شحيح نفس عندما يسمح لنفسه الأمّارة بالسوء بالانتصار على الجانب الايجابي في شخصيته، وستجد هذا النوع من الناس بخلاء اليد، وجافّين عاطفياً حتى مع ذريّتهم، ولا يمكن أن يصبح شحيح النفس إنساناً طبيعياً يتعامل مع الناس وفقاً لتعاملهم معه.

- سوء الظنّ بكل الناس: الفظّ ويابس الطبع، جافّ وصعب التعامل باختياره، يسيء الظنّ بكل الناس، وهو سيّئ الظنّ بسبب نرجسيته، وليس لحكمته أو بعد نظره.

كاتب كويتي