روبيو: الرئيس فقد صبره ولا يقول شيئاً إلا إذا كان جاداً
غزة، واشنطن، عواصم - وكالات: متجاوزا اتفاق هدنة غزة، ومانحا ضوء أخضر لتراجع الاحتلال الإسرائيلي عن الالتزام بالمرحلة الثانية التي تتضمن إنهاء الحرب، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حركة "حماس" أمس، وتوعدها بعواقب وخيمة في حال عدم الإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثث، قائلا في منشور على منصته "تروث سوشال" بعد اجتماع بعدد من الرهائن المحررين الذين تحدثوا عن معاناتهم، مخاطباً الحركة: "شالوم حماس، وتعني مرحباً ووداعاً، ويمكنك الاختيار، إما إطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وإعادة فورية لجميع جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، أو أن الأمر انتهى بالنسبة لكم"، مهدداً "نرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، ولن يكون هناك أي عضو في حماس آمناً إذا لم تنفذ ما أقول"، مواصلا التهديد بالقول "هذا هو التحذير الأخير، وقد حان الوقت الآن لمغادرة غزة، وما تزال لديكم فرصة"، ووجه رسالة مباشرة لسكان القطاع، قائلا: "مستقبل مشرق في انتظاركم، ولكن ليس إن احتفظتم بالرهائن، لأنكم حينها ستكونون في خطر!".
من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو "حماس" من الاستهانة بتحذيرات الرئيس ترامب، قائلا إن ترامب فقد صبره إزاء ما يجري وعلى "حماس" الاستجابة الفورية لمطالبه بشأن موضوع المحتجزين الإسرائيليين، مضيفا أن ترامب خلق مساحة ووقتا كافيا لحل مشكلة المحتجزين وأنه حان الوقت لوضع حد لهذه الأزمة، مؤكدا ضرورة أن تأخذ "حماس" تهديدات ترامب على محمل الجد، لأنه لن يقول شيئا إلا إذا كان جادا بشأنه، معربا عن أمله أن تفعل "حماس" تماما ما طلبه منها الرئيس ترامب.
وفي موقف مناقض، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تجري مفاوضات مباشرة مع "حماس" للإفراج عن محتجزين أميركيين في غزة، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن المبعوث الخاص الذي يشارك في المفاوضات له سلطة التحدث إلى أي شخص يريده، لافتة إلى أن المفاوضات تجري بالتشاور مع الاحتلال الإسرائيلي، كما كشف موقع "أكسيوس" الأميركي ووسائل إعلام إسرائيلية أن إدارة الرئيس ترامب تجري محادثات مباشرة مع "حماس" في قطر حول إطلاق سراح أسرى أميركيين في غزة وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، ونقل "أكسيوس" عن مصدرين على دراية مباشرة أن المحادثات التي أجراها المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون المحتجزين آدم بولر، لم يسبق لها مثيل، مضيفا أن الاجتماعات عُقدت بين بولر ومسؤولي "حماس" في الدوحة بالأسابيع الأخيرة، موضحا أنه بينما تشاورت إدارة ترامب مع إسرائيل حول إمكانية التعامل مع "حماس"، علمت إسرائيل بجوانب المحادثات من خلال قنوات أخرى.
في المقابل، أكد الناطق باسم "حماس" حازم قاسم أن تهديدات ترامب تعقد المسائل المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار وتدفع حكومة الاحتلال للتشدد، قائلا "هناك اتفاق تم توقيعه، وكانت واشنطن وسيطة فيه، ويتضمن إطلاق سراح كل الأسرى على ثلاث مراحل، وحماس نفذت ما عليها بالمرحلة الأولى، بينما تتهرب إسرائيل من المرحلة الثانية"، مؤكدا أن ترامب إذا كان معنيا بالإفراج عن أسرى الاحتلال، فعليه الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، محذرا من استغلال الاحتلال تهديدات ترامب لتصعيد حصار غزة وتشديد سياسة تجويع سكانها.
وبينما اعتبر الناطق عبداللطيف القانوع أن تهديد ترامب المتكرر يشكل دعمًا لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع، قائلا إن المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء، اعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف أن هذه المواقف تمنح مجرم الحرب نتنياهو القوة والقدرة على الاستمرار في جرائمه، طالما أنه يحظى بالدعم والتشجيع المطلق.
في غضون ذلك، اختلطت الأوراق وباتت العودة إلى الحرب السيناريو الأقرب، وبدأ العد التنازلي لمهلة الأيام العشرة التي تنتهي نهاية الأسبوع المقبل، والتي أعلنتها إسرائيل لاستئناف القتال، بينما دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى الحفاظ على اتفاق إيقاف إطلاق النار، كما جددت الدول الأوروبية الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الدعوة للسماح فورا بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.