الجمعة 07 مارس 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ترجّل الفارس العربي الإسلامي
play icon
كل الآراء

ترجّل الفارس العربي الإسلامي

Time
الخميس 06 مارس 2025
View
50
د.سنابرق زاهدي

حديثنا اليوم عن السيد أحمد غزالي، رئيس الوزراء السابق في الجزائر، رئيس لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية.

ونحن في شهر رمضان، الذي كانت تعقد فيه لجنة التضامن العربي الإسلامي أمسيات رمضانية برئاسة غزالي.

نستعرض معاً السجل السياسي والوطني لهذا الرجل، وما قدمه لوطنه الجزائر.

فهو من الجيل الأول من ثوار الجزائر، وقد كان في صفوف الثورة كطالب ناشط يسعى إلى استقلال بلاده، بعد انتصارها كرّس جهوده لخدمة شعبه، واحتل مناصب حكومية حساسة في حكومات عدة.

على مدار ثلاثين عاماً، كان في قمة هرم السلطة، وتولى وزارات مختلفة وصولًا إلى رئاسة الحكومة في أكثر الفترات حرجة في تاريخ الجزائر بين عامي 1991 و1992.

كما شغل منصب سفير بلاده وممثلها في الاتحاد الأوروبي ومن ثم في فرنسا، لكن ربما كان أبرز إنجازاته هو رئاسته لشركة "سوناطراك"، والتي تعتبر عماد الاقتصاد الوطني.

لقد كان لي الشرف أن أكون قريباً من هذا الرجل العظيم في العشرين عاماً الأخيرة من حياته، وتعلمت الكثير منه.

أود أن أشهد أنه لم يستفد شخصياً من تلك المناصب، خلال سنوات معرفتي به، وجدته مثالًا حياً على ما قاله الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) عن عباد الله المخلصين: "اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ".

تعرفت اليه عام 2004، على مدى السنوات، قدم وقته وتجربته الغنية في خدمة المقاومة الإيرانية، كان يؤمن ويقول ويكتب إن في العالم الإسلامي، لا يوجد بديل ديمقراطي مسلم إلا في بلد واحد – إيران – وأن هذا ينبغي أن يحظى بدعم كل إنسان حر.

على مر السنوات، أجرى مئات اللقاءات مع شخصيات أوروبية وعربية ودولية، وألقى عشرات المحاضرات، أنتج ونشر مئات المقالات والكتابات في هذا المجال.

التقى سفراء معظم الدول الأوروبية في بروكسل ليقنعهم بضرورة إزالة اسم المجاهدين من تلك القائمة السوداء، وواصل النقاش مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي.

في الأيام الأخيرة من حياته المليئة بالعطاء والخیر، حيث كان يعاني بشدة من سرطان الرئة، وكان يتلقى العلاج في بروكسل، زرتُه وشاهدتُ أنه رغم التعب الجسدي الشديد، إلا أنه كان يحتفظ بروح عالية وعقلٍ متقدٍ، يكرر مواقفه الثابتة.

إن الحقيقة في عالمنا اليوم هي أن شخصيات مثل السيد غزالي نادرة، فهي تتمتع بخبرة غنية وواسعة، وتظهر استعداداً كبيراً لتشارك تجاربها بسخاء، ودون انتظار، لأي مقابل مع الآخرين الذين يسيرون على الدرب نفسه. إنه تجسيد للإنسانية والأخلاق والصدق، أو بعبارة أبسط، هو مسلم حقيقي. رحم الله تعالى روحك، وجمعك مع من أحببت.

رئیس لجنة‌ القضاء في المجلس الوطني للمقاومة‌ الإیرانیة

آخر الأخبار