الجمعة 07 مارس 2025
16°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاعتماد النفسي المفرط على الآخرين
play icon
كل الآراء

الاعتماد النفسي المفرط على الآخرين

Time
الخميس 06 مارس 2025
View
10
د.خالد الجنفاوي
حوارات

يشير الاعتماد النفسي المفرط على الآخرين الى اتكالية عاطفية، وتبعيّة نفسية شبه مرضيّة، تسلب الفرد حريّته الفطريّة، وتوهن عزيمته، وتضعف قدرته على عيش حياته بشكل مستقل وفعّال.

ومن بعض علاماتها وأسبابها، وكيفية الشفاء والتعافي منها، واستبدالها بمهارات فعّالة، نذكر ما يلي:

- علامات الاعتماد النفسي المفرط: يواجه بعض الأشخاص البالغين، في عالم اليوم المضطرب، مشكلات صعبة في التعامل مع مشاعرهم، ويعتقدون أنهم سيحتاجون دائماً الى تدخّل ومساعدة الآخر في التنفيس عن الضغوط النفسية التي يتعرّضون لها.

وربما يعجز بعضهم عن فهم طبيعة وأسباب ما يشعرون، ويظنّ هذا النوع من الأشخاص أنّهم يحتاجون الى مساعدة الناس لتحقيق أولوياتهم وأهدافهم الحياتية، أو لإشباعهم نفسياً، وستلاحظهم يتبعون بشكل مهين من هو أقوى ثقة بنفسه. ويختار المعتمِد النفسي التواري خلف أقوياء الشخصية، وكأنّه ارتكب أمراً شائناً للغاية يمنعه من مواجهة الحياة وحده، وربما ينغمس في تأليه الآخر الذي يعتمد عليه نفسياً بشكل كامل، فلا يشعر ضعيف الشخصية بوجوده الحقيقي في الحياة، إذا لم يكن الى جانب فلان.

ومن أبرز علامات الاعتماد النفسي المفرط، الشغف شبه الجنوني لكسب رضى وقبول وتأييد الجميع.

- الأسباب: تترسّخ الاتكالية العاطفية في قلوب بعض الأفراد منذ الصغر بسبب التدليع المفرط للوالدين، أو بسبب جهل الانسان البالغ كيفية تقديره لذاته، وعدم اهتمامه في اكتساب مهارات الاستقلالية، والاكتفاء الذّاتي، وربما بسبب انغماسه المستمر في جلد ذاته، أو لوقوعه ضحية للتأنيب الشديد، والمتواصل على يد شخص آخر، وربما بسبب استمرار اختلاطه بأفراد ضعفاء الشخصية واتكاليّين للغاية، وربما لخوفه من البقاء وحيداً، ولخوفه من السفر، والتمتع وحده ما لم يشاركه شخص آخر، وبالطبع، فأبرز سبب لهذه الحالة النفسية الاتكالية السلبية هو الإفراط في الخوف من الحياة.

- المهارات البديلة: يمكن التشافي والتعافي من الاعتماد النفسيّ المرضي، عبر سعي المرء الى اكتساب بعض المهارات الفعّالة التالية: التفكير المستقل.

وتقدير وقبول الذّات، وتحديد الأولويات والأهداف الشخصية، ومهارة حلّ المشكلات، والتعامل الفعّال مع الضغوط النفسية، والصلابة الداخلية، والوعي بالذّات، وتحمّل المسؤولية الكاملة عن الذّات.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@

آخر الأخبار