السبت 10 مايو 2025
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
خوش ديمقراطيات برلمانية
play icon
كل الآراء

خوش ديمقراطيات برلمانية

Time
السبت 08 مارس 2025
View
90
م. عادل الجارالله الخرافي

مشهدان يثيران الكثير من المفارقات التي لا يمكن لأي مراقب أن يمر عليها مرور الكرام، وتذكرنا بالبرلمان الكويتي، الذي عاصر ديمقراطية، يمكن القول فيها انها كانت "الشيفه شيفه والمعاني ضعيفه"، كما يقول اخواننا في الامارات.

ففي جلسة الكونغرس الاميركي، التي ألقى فيها الرئيس ترامب خطاب حالة الاتحاد، قبل ايام، وكذلك ما جرى في البرلمان الصربي، من اشتباكات بين النواب، وما جرى من القاء قنابل غاز على النواب المعارضين، الذين ردوا بإلقاء قنابل دخان، عندها يمكن القول إننا عشنا عصراً ذهبياً من الديمقراطية، ويمكن ان يقال فيها انها كانت على "قد الحال"، لكنها اقل ضرراً ممن شهدناها في الكونغرس الاميركي، لهذا فإن ديمقراطة الكويت اصبحت مثالاً في برلمانات العالم، وهذا اختراع يجب ان يسجل لنا، ويدخلنا التاريخ من اوسع الابواب، فعندنا لم يرفع احد من النواب العصا بوجه أي كان، ولا جرى استخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الدخانية.

فمشهد طرد حراس مبنى الـ"كابيتول" الاميركي النائب الديمقراطي آلن غرين بعد أن أطلق صيحات الاستهجان والصراخ في وجه الرئيس ترامب أثناء إلقائه خطابه، كان اقصى ما يصل اليه الامر.

لكن في النهاية جرى طرد غرين بعد أن وقف مرات عدة ورفع عصاه وهزها احتجاجاً على كلمة ترامب، وهذه "خوش" ديمقراطية اميركية، فإذا كان بعض النواب الكويتيين استخدموا مكبر الصوت في قاعة عبدالله السالم، وهذا اقصى ما يمكن ان يصل اليه نوابنا، حينها، ففي الولايات المتحدة مسماة من اعرق الديمقراطيات في العالم، كانت "العفسة" اكبر.

اما البرلمان الصربي فقد "كان اكثر تحضراً" من الكونغرس الاميركي، لانه كان يعبر عن "خوش" ديمقراطية سائدة في العالم، لذا لم نستغرب ما جرى في جورجيا العام الماضي، حين شهدت أروقة برلمانها في العاصمة تبليسي، تبادلاً للكمات والمشاجرات، لكنها انتهت بعد "حب خشوم"، الا انها بقيت اقل مما كان يجري عندنا (!!!) حين كان نواب مجلس الامة يصولون ويجولون في التهديدات للوزراء، لكنهم، وللحق كانوا مؤدبين، وكنا نستهجن انهم "ذريبن" في التعامل في بعضهم بعضاً، ومع الحكومة، ايضاً، التي كانت حين "تأخذ بخاطرها" من النواب ترفع مرسوم الحل، وهذه "اشوه" مما جرى في البرلمان الصربي، كما لم نشهد طرد أي نائب من الجلسة، كما فعل الحرس الاميركي مع آلن غرين.

"عركة عيال فريج" ما يمكن تسمية ما جرى في الكونغرس الاميركي، والبرلمان الصربي، لان الأول ينطبق عليه المثال الشعبي "أبوي ما يقدر إلا على أمي"، اما في الاخر، اي الصربي، ينطبق عليه المثل الشعبي "مع الخيل يا شقره"، اذ بدلاً من ان يكون النواب قدوة للجماهير، اصبحوا "يعومن على عومها"، لكن للحق كان البرلمان التركي اقل ضرراً، اذ في العام الماضي، وبينما كان احد النواب المعارضين، وهو يلقي خطاباً على المنصة، اقترب منه نائب من حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحاول صفعه، ثم اندلع شجار واسع بين أعضاء الحزبين، وسقط خلاله النائب المعارض على الأرض.

هذه البرلمانات في دول تعتبر ديمقراطية، لكن يبدو انها جميعها تعمل بالمثل الشعبي "جا يكحلها عماها"، فيبدو انها لم تتعلم من الديمقراطية الكويتية "الذربة"، او انها "عمرها ما تبخرت ويوم تبخرت تبخرت واحترقت".

آخر الأخبار