ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستقبلا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الديوان الملكي بقصر السلام بجدة (أب)
انطلاق محادثات جدة... وكييف تطرح خطة لهدنة جزئية مع موسكو... وزيلينسكي يقترح تبادلاً للأسرى
جدة، واشنطن، كييف، عواصم - وكالات: على وقع اختتام زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي إلى المملكة، وانطلاق محادثات جدة بين الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا أمس، أعربت السعودية عن أملها بأن تتكلل الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في أوكرانيا بالنجاح في إنهاء الأزمة تماشياً مع القانون الدولي والميثاق الأممي، بما في ذلك احترام مبادئ السيادة والحدود المعترف بها دولياً، بما ينهي تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الدوليين، ويوقف معاناة المدنيين الإنسانية، فضلاً عن تحقيق الأمن النووي والغذائي وحماية البيئة ونزع الألغام من الأراضي.
وفي بيان سعودي- أوكراني مشترك، ثمّن الجانب الأوكراني جهود السعودية وعبر عن شكره وامتنانه للمساعدات الإنسانية والتنموية المقدمة من الرياض إلى أوكرانيا، فيما أكد الجانبان عزمهما على تعزيز التعاون والتنسيق المشترك ورحبا بالتوسع في دخول القطاع الخاص في البلدين بشراكات استثمارية، وأشاد الجانبان بمتانة الروابط الاقتصادية ونوها بأهمية العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري، ورحبا بإعادة إنشاء مجلس الأعمال السعودي الأوكراني المشترك في العام الجاري، واكدا عزمهما على تعزيز العلاقات الاستثمارية بإنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين.
من جانبه، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حرص المملكة ودعمها للمساعي والجهود الدولية كافة الرامية لحل الأزمة الأوكرانية والوصول إلى السلام، بينما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جهود ولي العهد السعودي في إطار تحقيق السلام والاستقرار، بأنها تجعل بلاده أقرب إلى فرص السلام الحقيقي، وبحث الزعيمان في الديوان الملكي بقصر السلام بجدة أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر المستجدات وتطورات الأزمة الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني إن السعودية توفر منصة حاسمة للديبلوماسية، مؤكدا تقدير بلاده لذلك، لافتا إلى أن محادثات جدة بين بلاده والولايات المتحدة ستركز على الضمانات الأمنية، معرباً عن أمله في أن تفضي إلى نتائج عملية، وتعهد بأن يكون موقف أوكرانيا في المحادثات بناء بالكامل، مشددا على مسألة الإفراج عن الأسرى لدى روسيا وإعادة الأطفال الأوكرانيين إلى وطنهم باعتبارها خطوة مهمة في بناء الثقة بالجهود الديبلوماسية.
على صعيد متصل، انطلقت جولة المحادثات الأميركية الأوكرانية في مدينة جدة أمس، بحضور وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والوزير مساعد العيبان، حيث بحث الجانبان تحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وشهدت المحادثات عرض خطة أوكرانية لوقف إطلاق النار بشكل جزئي مع روسيا، في مبادرة تأمل منها كييف أن تستعيد دعم البيت الأبيض الذي يطالبها منذ عاد إليه الرئيس دونالد ترامب بتقديم تنازلات لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وشارك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في المحادثات إلى جانب مستشار الأمن القومي مايك والتز، وقال روبيو إنه يأمل أن يكون الاجتماع جيدا، لافتاً إلى أن واشنطن تريد الحصول على مزيد من التفاصيل حول موقف كييف والتنازلات التي يمكن أن تقدمها.
واستبق روبيو المحادثات معربا عن تفاؤله، قائلا للصحافيين المرافقين له خلال رحلته إلى جدة "أشعر بالتفاؤل حيال ذلك، أعني أننا لم نكن لنأتي إن لم نكن كذلك."، معتبرا أن العامل الحاسم في الاجتماع سيكون مدى استعداد الأوكرانيين لاتخاذ قرارات صعبة، تماما كما سيكون على الروس فعل ذلك لإنهاء الحرب، ملمحا إلى إمكانية استئناف المساعدات الأميركية لأوكرانيا إذا سارت المحادثات بشكل جيد، مشيرا إلى أنهم استأنفوا بالفعل تزويد كييف بالمعلومات الاستخباراتية لأغراض دفاعية، لافتا بشأن إمكانية عقد لقاء غير رسمي مع زيلينسكي، بالقول "ربما"، موضحا أن ذلك ليس ضمن الخطة، لكنه "ممكن."، مؤكدا أن كلا من موسكو وكييف بحاجة إلى إدراك أنه لا يوجد حل عسكري، مشددا على أن الروس لن يتمكنوا من احتلال أوكرانيا بالكامل، وفي المقابل سيكون من الصعب جدا على أوكرانيا إجبار روسيا على التراجع إلى حدود عام 2014، معتبرا أن الحل الوحيد لهذه الحرب هو الديبلوماسية وإحضار الطرفين إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن الفرنسيين والبريطانيين قدموا دعما كبيرا خلال الأسبوع الماضي وكانوا مفيدين جدا، لذا نأمل أن نحظى باجتماعات مثمرة.
من جانبه، أكد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية ومستشار الرئيس الأوكراني أندري يرماك أن بلاده تريد السلام ومستعدة للتفاوض لإنهاء الحرب، قائلا "نحن مستعدون لفعل كل شيء من أجل تحقيق السلام"، مؤكدا أن الاجتماع بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في جدة بدأ "على نحو بناء للغاية"، بينما كشف مسؤولان أوكرانيان رفيعا المستوى أن أوكرانيا ستقترح وقفا لإطلاق النار يشمل البحر الأسود والهجمات الصاروخية بعيدة المدى، بالإضافة إلى تبادل الأسرى، وأكد أن الوفد الأوكراني مستعد لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا، وهو اتفاق يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوة إلى إبرامه، ولفتا إلى بعض إجراءات بناء الثقة دون تقديم المزيد من التفاصيل، وإذا توصلت أوكرانيا والولايات المتحدة إلى تفاهم مقبول لدى ترامب، فقد يسرع ذلك جهود إدارته لدفع محادثات السلام، ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف قوله، إن موسكو تتوقع أن تطلع الولايات المتحدة روسيا على المحادثات.