الأربعاء 12 مارس 2025
23°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إلى روح الدكتور أحمد الخطيب
play icon
كل الآراء

إلى روح الدكتور أحمد الخطيب

Time
الثلاثاء 11 مارس 2025
View
150
خالد أحمد الطراح

في الذكرى الثالثة على رحيل الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب، التي حلت في السادس من شهر مارس الجاري، نناجي روح فقيد الكويت والعمل الوطني، بالاعتذار على ما نشهد من تراجع وتخلف، على يد بعض الأفراد المحسوبين سابقاً على العمل الوطن، ومن مارس الدجل السياسي!

العمل الوطني ليس في أحسن أحواله، بل في أسوأ ظروفه ومراحله المفزعة، بسبب التشرذم السياسي العميق في بعضه، والانتهازية في بعضه الآخر، وفي الانكفاء الاجتماعي، والسياسي لشريحة لا يستهان في حجمها، وعددها، ولا في ظروفها.

ندرك حجم المعاناة الوطنية، ومذاق العلقم الذي كابد صدر، وعقل الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب، طوال عقود من النضال السياسي المضني.

وندرك طبيعة الحسرة والحيرة التي لازمت روح فقيد الكويت، بعد أن وأدت الحكومة أنفاس "نادي الاستقلال"، وأسدلت الستار عليه.

حاولت بعض العناصر الوطنية من دون التكسب الشخصي، ولا تحقيق منافع فردية، ولا التكسب من بهرجة الكلام، وتزلف السلوك، في فتح باب الحوار من أجل عودة "نادي الاستقلال"، لكن الإرادة الحكومية فرضت تشييع جثمان النادي رغم حيوية النشاط، واهميته للمصلحة الوطنية.

من مظلة مجلة "الطليعة"، خرج انتهازيون، ومن مجلس الدكتور أحمد الخطيب، باع من باع العمل الوطني، وتنازل عن الأهداف النزيهة، مقابل التكسب لتحقيق مصالح فردية، ومد جسور من العلاقات مع أصحاب النفوذ السياسي، والتجاري، من دون خجل، ولا وجل!

فقدت الكويت حكيماً سياسياً، ومرجعاً وطنياً، وفقدت الحكيم المبتسم الذي لم يحمل العداوة في ضميره، حتى مع خصومه السياسيين... فقدنا الحضن الحنون لهموم الوطن والمواطنين... فقدنا الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب الذي تمسك بصلابة الموقف الوطني، ولم يحد عنه حتى وفاته.

في الانتخابات النيابية، كانت هناك شرذمة متسخة بالمصالح والانتهازية، تتردد على مجلس الدكتور أحمد الخطيب بهدف التكسب من وراء نسب الأقوال، ومباركة أو تأييد الرمز الوطني لسلوكيات مريضة، من فاقدي الضمير والبصيرة، فهم محترفون في ممارسة الدجل الإعلامي، ومتفوقون في الغرور الأجوف!

في هذه الأيام، وفي السنوات الماضية التي سبقت حل مجلس "أمة 2024"، نضيف كل يوم خبراً جديداً، وحدثاً حزيناً، وآخر مؤلما، عن الديمقراطية، وانحرافات حادة من بعض نواب الأمة، من دون سماع صوت حكومي حكيم يتصدى لصخب حناجر الغوغائية، والمساومات، والمحاصصة، والعصبيات القبلية، والطائفية، والفئوية!

العصبيات الاجتماعية تعزف على أوتار الانقسام، والتمزيق لنسيج المجتمع، والتعليم العالي يئن من هدر القيم الأكاديمية، والأخلاقية، والفطنة المهنية، وتغييب متعمد لبيئة العمل الصحية.

منبر المؤسسة الدستورية استولت عليها المحاصصة القبلية والطائفية، وتفرعاتها، والثرثرة عن حرمان "المهمشين"(!)

باسم الديمقراطية المشوهة، والتاريخ المحرف، يتحدث بعض "الأكاديميين" عن وهم "المهشمين"، بحجة الأدوات الدستورية، خسرنا مجلس الأمة، بعد زعزعة مشتركة بين الحكومة وبعض النواب لقواعد العمل السياسي، والمكتسبات الديمقراطية الدستورية، واستسلام الطرف الحكومي للطرف النيابي الغوغائي، وزحفهم على صلاحيات الحكومة!

مع كل يوم جديد، نستفيق على أوجاع الماضي القريب، وآلام وحسرات سياسية، ولا نعلم ماذا يخفي لنا المجهول المقبل على سطح سفينة الحكومة!

نخشى المفاجآت الصاعقة، ونخشى من فزع الإبحار نحو المجهول السياسي مع كل يوم جديد!

طبعاً إن حالة الفزع ليست حالة نسبية، وليست حالة خفية، وليست حالة غير مباشرة، ففي ظل الانتقال من مرحلة ضبابية إلى مرحلة مجهولة، نزداد فزعاً من المستقبل المبهم!

فعلا، نحتاج إلى مسافة أمان مع الأيام المقبلة، ونحتاج إلى النصيحة، والرأي، والحكمة، ولا نملك إلا حق مناجاة روح الرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب، رحمه الله.

إعلامي كويتي

آخر الأخبار