فلسطينيو غزة يتمسكون بالأمل رغم الحصار والجوع وقطع المساعدات الإنسانية منذ 11 يوما ويصنعون أجواء رمضانية وسط الأنقاض والمباني المدمرة (أب)
اجتماع عربي - أميركي يشدد على وقف الحرب... ومصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات لحشد التمويل للإعمار
واشنطن، عواصم - وكالات: في مؤشر على أنه تراجع عن خطته التي قوبلت باعتراض عربي ودولي واسع، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا توجد نية لإخراج الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، قائلا: في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الايرلندي مايكل مارتن قبيل اجتماعهما بالبيت الأبيض "لا أحد سيطرد الفلسطينيين"، وذلك ردا على سؤال موجه في الأساس إلى رئيس الوزراء الأيرلندي بشأن ما إذا كان سيناقش مع ترامب خلال اجتماعهما خطط إدارته لطرد الفلسطينيين من غزة، وقال الرئيس الأميركي إن واشنطن تعمل "بجد"، بالتنسيق مع إسرائيل، للتوصل إلى حل للوضع في غزة، لافتاً إلى أنه "لن يُطرد أحد من غزة".
من جانبها، سارعت مصر للإشادة بموقف الرئيس الأميركي، معتبرة في أول تعليق لها على هذا التراجع أن موقف ترامب بشأن القطاع الفلسطيني يعكس تفهّما لتجنب تفاقم الوضع الإنساني، وأكدت الخارجية المصرية أنها تدعم جميع المبادرات الجادة لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، مشددة على ضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية، داعية الأطراف الدولية والإقليمية إلى تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
في غضون ذلك، أكد وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وشددوا في بيان ختامي للاجتماع الوزاري العربي الخماسي إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، الذي استضافته الدوحة ليل أول من أمس، على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
ووفق البيان، عرض وزراء الخارجية العرب على ويتكوف خطة إعادة إعمار غزة التي أقرتها القمة العربية المنعقدة في القاهرة في الرابع من مارس الجاري، واتفقوا مع المبعوث الأميركي على مواصلة التشاور والتنسيق بشأنها كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، وجدد الوزراء العرب التأكيد على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الديبلوماسية والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
وفي اجتماع آخر، بحث الوزراء العرب إلى جانب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالدوحة، آليات إعادة إعمار قطاع غزة، وذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية إن الاجتماع تناول سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية وبحضور الدول والجهات المانحة، كما بحث سبل تنسيق الموقف العربي، وبحث مخرجات القمة العربية غير العادية التي عقدت بالقاهرة والاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة بشأن دعم الشعب الفلسطيني. من جانبه، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من أن قطاع غزة يشهد شحا في الغذاء والماء والخدمات الصحية، بعد قرار سلطات الإسرائيلية وقف إدخال المساعدات وقطع الماء والكهرباء عن القطاع منذ 11 يوما، قائلا إن سكان غزة يجدون صعوبات متزايدة في إيجاد ما يكفي من الطعام والماء والخدمات الصحية وغير ذلك من مستلزمات حيوية، بينما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن نحو 16في المئة فقط من نقاط الخدمات الطبية في محافظة شمال غزة لا تزال تعمل إما بشكل كامل أو جزئي، ويشمل ذلك ثلاثة من بين خمس مستشفيات وستة من بين 50 نقطة طبية وأربعة من نحو عشرين مركزا طبيا.
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 12 شهيدا و14 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية، قائلة إن بين الشهداء خمسة جرى انتشالهم وسبعة شهداء جدد، جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 48 ألفا و515 شهيدا و111 ألفا و941 مصابا منذ السابع من أكتوبر عام 2023، مشيرة إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
إلى ذلك، أشادت "حماس" بعملية إطلاق النار التي وقعت قرب سلفيت بالضفة الغربية، واصفة إياها بأنها رسالة جديدة يسطرها أبناء شعبنا ومقاومينا الأحرار، في سياق الرد المستمر على ما يرتكبه الاحتلال المجرم من عدوان غاشم على شعبنا، خاصة في شمال الضفة الغربية، وتأكيد على أن المقاومة لن تهدأ طالما استمر الاحتلال وجرائمه، داعية لمزيد من العمليات الموجعة ضد الاحتلال، وإرباك حساباته، وتوحيد الصفوف نحو تصعيد المقاومة وديمومتها حتى دحر الاحتلال والعدوان الصهيوني.