الاثنين 17 مارس 2025
19°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدية الشرعية 20 ألف دينار 'لزجر المعتدي' ..وإعادة النظر مجدداً في قيمتها متاح متى استجد ما يبرر ذلك
play icon
المحلية

الدية الشرعية 20 ألف دينار "لزجر المعتدي" ..وإعادة النظر مجدداً في قيمتها متاح متى استجد ما يبرر ذلك

Time
الأحد 16 مارس 2025
View
90

نشرت الجريدة الرسمية "الكويت اليوم"، مرسومًا بقانون رقم 8 لسنة 2025، والذي يتضمن تعديلًا للمادة 251 من القانون المدني.

ووفقًا لهذا التعديل، تم تحديد قيمة الدية الكاملة بمبلغ 20 ألف دينار كويتي بدلا من 10 آلاف.

وجاء في المذكرة الإيضاحية للمرسوم ما نصه:

صدر القانون المدني بالمرسوم بقانون رقم (67) لسنة 1980، ونص في المادة (251) في البند (1) على أن ((تقدر الدية الكاملة بعشرة آلاف دينار. ويجوز تعديل مقدارها بمرسوم . وفي بيان ذلك، أوضحت المذكرة المرافقة للقانون المدني أن الأصل في الدية أنها تتحدد، وفق أحكام الشرع الإسلامي، بمائة من الإبل، فليس يوجد في ظل هذا الشرع الأغر، ثمة ما يمنع من أن يتحدد مقدارها بالنقود، وقد أجاز المشروع تعديل مقدار الدية النقدي الذي حدده بغية إتاحة الفرصة في التمكين من جعله متمشياً دوماً مع مستوى الأسعار، وتعديل مقدار الدية النقدي مبدأ مسلم في الفقه الإسلامي، ودليل ذلك ما روي من أن الدية كانت في عهد الرسول عليه السلام، ثمانمائة دينار أو ثمانية آلاف درهم، وأنها بقيت كذلك حتى استخلف عمر، فرأى أن أثمان الإبل قد ارتفعت فزاد الدية إلى ألف دينار أو اثني عشر ألف درهم المذهب ج 2 ص (210) وقد آثر المشروع أن يجعل تعديل مقدار الدية بمرسوم توخياً للسرعة واليسر في إجرائه)).

ولقد مر على هذا التنظيم ما يربو على الأربعين عاماً، تغيرت فيها الأوضاع المالية والاقتصادية ، وحصل فيها ارتفاع ملحوظ لدخل الأفراد، وقابله انخفاض مضطرد للقوة الشرائية للنقود، بحيث أصبح التقدير المنصوص عليه في المادة المذكورة، لا يعكس المقدار الحقيقي للدية كما هي مقررة شرعاً ، ومن هنا جاء المشروع من أجل رفع هذا الاختلال، وإعادة التأكيد على حفظ النفس، وإتاحة سبيل التعويض العادل، وتوفير مسببات حقن دماء الأبرياء، لما للدية الشرعية من دور في زجر من يعتدي وردع اندفاع غيره، مما اقتضى النص على جعل مقدار الدية الشرعية بعشرين ألف دينار.

هذا وقد أثبت الواقع العملي عدم جدوى الإحالة إلى مرسوم خاص لإعادة تقدير قيمة الدية الشرعية في ظل النص على قيمتها بصلب القانون، علاوة على أنها قد تؤدي إلى غموض وعدم استقرار تشريعي مما استدعى إجراء هذا التعديل واستبعاد النص الذي يجيز تعديل مقدار الدية بمرسوم والاكتفاء بالتقدير الوارد في القانون .

ولا يوجد أي مانع في الشرع أو في القانون من إعادة النظر مجدداً في قيمة الدية الشرعية متى استجد ما يبرر ذلك، ولكن من خلال إجراءات تشريعية واضحة ومنظمة تضمن استقرار المنظومة القانونية.

آخر الأخبار