حوارات
"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (البقرة 269).
لا يأمن الأريب المُحَنَّك اللّيالي، مهما ظهرت له، وكأنها دائمة السرور والسّلامة، فلا بدّ أن ينقلب الدهر.
ولا بد أن تكشف اللّيالي عمّا يكدِّر العيش، اليوم أو غداً أو بعد غدٍ، ولا بدّ له من الحذر الشديد تجاه ما تخبّئه اللّيالي من مفاجآت وحوادث وظروف، ربما لن يكون له قِبَل بها، ومن بعض ما أعتقدّ أن سيخفّف من وطأة انقلاب اللّيالي على المحنّك البصير بأمور وشؤون الحياة الإنسانية في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
- إِعْدَاد الْعُدَّة: يعدّ المحنّك العدّة المناسبة لما يمكن أن تأتي به اللّيالي، عن طريق الاستعداد المبكِّر لها، وعن طريق تهيئة أموره لما هو غير متوقّع، فكلّ ليلة على دخَن مهما كان ظاهرها سعيداً، ولن ينقص من العيش الطيّب للمحنّك استعداده الدائم لما لا يجب عليه وفقاً للمنطق الوثوق به إطلاقاً، وتختلف استعدادات العقلاء للتقلّبات الحياتية المفاجئة، وفق ما يراه المحنّك في نفسه، وفيمن هم حوله.
- الإكثار من الأصدقاء والتقليل من الأعداء: المرء المحنّك في عالم اليوم المضطرب هو من يحرص على زيادة عدد أصدقائه، ومن يمكن له أن يعتمد عليهم وقت مروره بالأزمات الحياتية المتوقّعة الحدوث، وبأن يسعى دائماً الى تقليل عدد أعدائه، إمّا بالحرص على حسن التعامل مع الناس، أو بمداراتهم.
- خطط بديلة للخطط البديلة: الستراتيجية المفضّلة بالنسبة لمن حنّكته تجارب الحياة، هي عدم الاعتماد على خطّة حياتية واحدة أو سيناريو حياتي واحد فقط، بل من المفترض أن يستعمل الأريب وفارة عقله في التفكير خارج الصندوق، وتفعيل المرونة الفكرية بالنسبة للمحنّك ربما يغنيه عن كل ما سبق.
- لا تثقنَّ بمن لم تختبره: يوجد في حياة كل إنسان محنّك شخص أو مجموعة أشخاص يثقون به تماماً ويثق بهم تماماً، وهم من وقفوا معه في الأزمات الحياتية الشديدة التي مرّت به في السابق، ويجب عليه أن يودّهم ويحفظ جمائلهم عليه، ويمدحهم ويدافع عنهم في غيابهم.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@