حوارات
يقتصد الإنسان في سلوكه عندما لا يفرط فيه، ويسعى قدر ما يستطيع الى الحفاظ على اتزانه الفكري، واستقراره النفسي، واعتداله في كل الأوقات والمواقف الحياتية المختلفة.
وكذلك عندما لا يبالغ، سلباً أو إيجاباً، في ردود فعله تجاه ما يتعرّض له في العالم الخارجي، وسوف تؤدّي سمة الاقتصاد في السلوك الى راحة البال، ومن بعض سلوكيات الشخص المُقْتَصِد، نذكر ما يلي:
- بين الإسراف والبخل: لا يسرف المُقْتَصِد في صرفه لماله، ولكنه أيضاً لا يبخل على نفسه، أو على من يستحقّون رعايته، وهو يحرص على الاتزان في صرفه بسبب أنه يدرك قيمة المال في عالم اليوم المضطرب، ولأنّه لا ينسى ما بذله جهود، وما تحمّله من ضغوط نفسية وبدنية للحصول على ماله.
- الإيجاز في الكلام: يوجز المُقْتَصِد في كلامه، لا سيما أثناء احتكاكه بالآخرين في الحياة العامة، فلا ينطق سوى بتلك الكلمات الواضحة التي تعبّر بدقّة عمّا يعنيه ويقصده، بلا زيادة أو نقصان، والايجاز في الكلام هو علامة الفصيح.
- التّأنّي في ردود الفعل: يتّسم المُقْتَصِد بضبطه لنفسه، وبتحكّمه شبه الكامل في ردود فعله، وبخاصّة، أثناء تعامله مع الناس في العالم الخارجي، وتترسّخ سمة التّأنّي في شخصيته بالاستمراريّة، وحرصه على تقوية مناعته النفسيّة، وتغليب عقله على هواه، وخصوصا في الظروف النفسيّة الصعبة.
- المُقْتَصِد لا يتعصّب ولا يتطرّف: يعرف المُقْتَصِد الخطر الكبير للتعصّب وللتطرّف بكل أشكالها وأنواعها، وستجده الأكثر امتناعاً عن الانسياق وراء الأيديولوجيّات العرقية والفئوية المتعصّبة، وهو لا ينغمس إطلاقاً في التطرّف الديني أو الطائفيّ، وذلك بسبب إدراكه الكامل للكوارث الشخصية والاجتماعية والنفسية التي يؤدّي اليها تغليب الهوى على العقل.
- راحة بال المُقْتَصِد: يرتكز الشعور الدائم براحة البال عند المُقْتَصِد على معرفته الدقيقة، ورأيه الصائب بأنّ كل سلوك شخصي مقتصد، ومعتدل ووسطي، لا بدّ أن يفضي الى السكينة الروحيّة، والى الاستقرار النفسيّ، وأنّ ما هو مفرط أو مبالغ فيه لا بدّ أن تكون نتائجه النهائية هي الاضطراب النفسي، والفوضى السلوكيّة، وفشل التفكير، والاختيارات الحياتية الخاطئة.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi