الكويت تعزز ريادتها الرقمية بشراكة ستراتيجية مع "مايكروسوفت"

في خطوة تؤكد التزامها التحول الرقمي، وترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا، أعلنت الكويت توقيع اتفاقية ستراتيجية مع "مايكروسوفت" تهدف إلى إطلاق مركز بيانات متقدم للذكاء الاصطناعي، ما يعزز منظومتها الرقمية ويدعم تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة.

هذه الشراكة جزء من رؤية الكويت لمستقبل رقمي متطور، حيث يجتمع الابتكار التكنولوجي مع تنمية الكفاءات الوطنية لدفع عجلة التقدم في مختلف القطاعات.

ترتكز هذه الاتفاقية على تمكين الحكومة والقطاع الخاص من تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتحقيق تحول رقمي شامل.

ستسهم في أتمتة العمليات الحكومية، تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز الأمن السيبراني عبر تبني أحدث الحلول الرقمية، كما ستخلق بيئة داعمة للابتكار، تمكّن الشركات والمؤسسات من تطوير حلول ذكية تعالج التحديات المستقبلية وتواكب التطورات العالمية.

تمثل هذه الشراكة تحولاً نوعياً في البنية التحتية الرقمية للكويت من خلال إطلاق مراكز متخصصة تدعم الابتكار وتعزز جاهزيتها للتقنيات الحديثة.

سيوفر مركز تكنولوجيا "مايكروسوفت" بيئة متطورة تتيح للقطاعين، الحكومي والخاص، اختبار أحدث الحلول التقنية، وتصميم مشاريع الذكاء الاصطناعي بمساندة خبراء عالميين. كما سيكون لمركز ابتكار الذكاء الاصطناعي دور رئيسي في تطوير حلول متقدمة تلبي الاحتياجات الفعلية للسوق الكويتي، من خلال بناء نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة.

أما مركز التميز لاستخدام "Copilot"، فهو مبادرة رائدة تركز على تعزيز الإنتاجية والابتكار من خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية في بيئة العمل.

إلى جانب ذلك، يوفر مركز التميز للحوسبة السحابية ستراتيجيات متقدمة لتحسين اعتماد التكنولوجيا السحابية، ما يرفع كفاءة البنية الرقمية للحكومة ويضمن الالتزام بأفضل الممارسات العالمية.

إلى جانب تعزيز البنية التحتية الرقمية، تسلط هذه الاتفاقية الضوء على تنمية رأس المال البشري كركيزة أساسية للنهضة الرقمية.

ستوفر برامج متخصصة لتأهيل الكفاءات الوطنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تحليل البيانات، والحوسبة السحابية، ما يعزز من جاهزية الكويت لمواكبة المتطلبات الرقمية العالمية، ويدعم بناء جيل جديد من القادة الرقميين.

تأتي هذه الاتفاقية في لحظة محورية تترجم توجه الكويت نحو اقتصاد أكثر ابتكاراً قائم على المعرفة والتكنولوجيا، فهي ليست مجرد استثمار في البنية التحتية الرقمية، بل خطوة ستراتيجية تعيد رسم مستقبل الكويت كمركز إقليمي وعالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي.

كما كانت الكويت "لؤلؤة الخليج" في الماضي، فهي اليوم تصوغ مستقبلها لتكون "لؤلؤة العالم الرقمي"، مستمرة في ريادتها للتطور التكنولوجي ودفع عجلة التنمية المستدامة.

مهندسة وكاتبة