الثلاثاء 01 يوليو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاِتِّعَاظ بما يُقرأ ويُسمَع ويُشاهد
play icon
كل الآراء

الاِتِّعَاظ بما يُقرأ ويُسمَع ويُشاهد

Time
الخميس 20 مارس 2025
View
20
د.خالد الجنفاوي
حوارات

"فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" (الحشر 2).

يتوجّب على المرء العاقل أن يتّعظ بغيره، وأن يستفيد من تجاربه، وتجارب الآخرين، وهي سمات فكرية وأخلاقيّة استباقية تؤدي الى تجنّب الوقوع في الأخطاء البشرية المتكرّرة. ومن بعض ما يؤدّي الى اتِّعاظ الانسان بما يقرأ عنه، أو يسمعه أو يشاهده، نذكر ما يلي:

- الوعي الفكريّ: يمتلك الانسان البالغ عمرياً أو فكرياً القدرة على الفهم والإدراك السليم، لما يجري ويحدث حوله في حياته اليومية، ويستطيع الاتّعاظ بما يقرأ عنه، أو يسمعه، أو يشاهده يحدث حوله في حياته، الخاصة والعامة، ومن لديه الوعي الفكري المناسب هو أيضاً الشخص الملتزم تغيير سلوكه الى الأفضل.

- مخالطة ومجالسة العقلاء: يتّعظ المرء من تجارب الحياة عندما يحيط نفسه بأشخاص واعين، وعقلاء، يدركون ما هم عليه من شأن، وما هم فيه من أوضاع، وهم بالطبع، من يستفيد منهم الفرد العاقل فكرياً وأخلاقياً ونفسياً، بسبب أن مجالستهم تؤدّي الى إثراء عقله، وتركيز فكره على ما يجلب له المنفعة.

- التفكّر والتأمّل في حياة الآخرين: يركّز العاقل فكره في تأمّل سلوكيات الأفراد الآخرين، خصوصا من ينظر الى سلوكيّاتهم العامة، وما تعرّضوا له، أو حصلوا عليه، بسبب اعتناقهم نوعاً معيّناً من السلوكيات، ويستطيع انتقاء ومحاكاة تلك السلوكيّات الفعّالة التي أدّت الى عيش الانسان الآخر حياة شخصية متكاملة.

- التواضع: يتّعظ الانسان بما يقرأ عنه، ويسمعه ويشاهده في الحياة إذا عرف مكانه الحقيقيّ في التسلسل الهرمي للحياة الإنسانية، وإذا خفّت عنده حدّة الاعجاب المفرط بالنفس، وإذا نزع التكبّر من شخصيته، وبدأ يدرك أخيراً أنه مثل باقي العقلاء يمكن له أن يتعلّم ويتّعظ، ومن يتواضع يعتبر بما حدث للناس الآخرين.

- الرغبة في تطوير الحياة الشخصية: يتّعظ ويعتبر الفرد بتجارب الحياة عندما ينشأ في عقله رغبة صادقة في تطوير حياته الخاصّة، وعلاقاته مع الآخرين، وهو يتّعظ بالتجارب عندما يستمر يحرص على جعل حاضره أفضل من ماضيه، وعندما يتفاءل بما يمكن أن يتحقّق له في المستقبل، إذاً هو فهم وأدرك واستوعب دروس الحياة.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار