بالمرصاد
لم أجد لمقالتي عنواناً يتناسب مع مضمونها غير هذه العبارة التي صدح بها الفنان الكبير، الصديق العزيز سعد الفرج في مسرحيته الخالدة والهادفة "حامي الديار".
ولعل أول ما أود تصديقه هو هذا العداء والصراع، الذي يبديه رجال الحوثي ضدّ الصهاينة، مع من يساندهم، وحربه الضروس التي لم تهدأ ضدهم، رغم الضربات التي يتلقونها عقب كل "مسيّرة"، او صاروخ يطلقونه على الصهاينة دعماً لصمود أبطال غزة، رغم إيماني الراسخ أن هذا الحوثي هو أحد أذرع إيران في المنطقة.
وإيماني أيضاً أن ايران تمثل أحد أضلاع المثلث الذي يريد بنا شراً كعرب ومسلمين، والذي يكمل أضلاعه الصهاينة والأميركان، وذلك منذ قيام نظامها عام 1979، حين كان باكورة إنشاء هذا المثلث إشعال تلك الحرب مع العراق، كإحدى أقوى الدول العربية التي كان يشار اليها بالبنان، آنذاك.
واذا كنا قد شاهدنا، وبارتياح، تام سقوط ذراعيّ ايران في كل من سورية ولبنان، الّا ان ذراعها في اليمن لم يحافظ على وجوده واستمراره فقط، بل انه ما انفك يناوئ المحتلين الصهاينة، ويجاهد لنصرة أهل غزة العزة، ويضرب العمق الصهيوني، رغم البعد الجغرافي، ويصيب القطع البحرية التي تسانده في كل من البحر الأحمر، وبحر العرب، وبأسلحة متواضعة.
لكن بإيمان يثير الإعجاب، ويجد فيه كل من يناصر أبطال غزة من العرب المخلصين ضالتهم، وهي تقطر دماً عليهم وعلى مصيرهم المظلم، والذي تزداد فيه مآسيهم عقب كل اجتماع للقمة تدعو له ما يسمى جامعة الدول العربية بهذا الشأن.
وإذا كان هناك من يشكك في ما نقول، ونكتب عن وجود هذا المثلث الشرير، على اعتبار أن من قضى على "حزب الله" اللبناني هم الصهاينة، نقول: نعم، وبتنسيق مع ايران بعد ان انتهى دوره، وبعد ان أعاد لبنان كجار لهم الى القرون الوسطى، كي لا يقض مضاجعهم في يوم من الأيام.
والدليل على ما نقول، اذ لا يخفى على احد أن من وشى للصهاينة بمكان وجود الأمين العام للحزب، عند مقتله، هو عميل ايراني، وقد كشف عنه المخدوعون في لبنان، الذين اتخذوا من هذا الأمين رمزاً لهم.
أضف إلى ذلك ان هذا الحزب المقبور، قد بالغ في نصب العداء مع معظم الدول العربية، وخصوصا الخليجية التي لم تسلم من أفعاله وأقواله، والتي وأقلها إغراق هذه الدول بالمخدرات، والتفجيرات من خلال الأعمال الارهابية، في الوقت الذي يأمل الصهاينة من هذه الدول، رد الجميل لها والاعتراف بها.
اما الأقوال التي قصدناها فهي تلك التصريحات المستفزة التي لا يستطيع نظام الملالي إطلاقها ضد الدول العربية، صراحة، فيقوم ذلك الحزب بالنيابة عن طهران، لايصال تلك الرسائل المسمومة على اعتبار ان لا عتب على من فقد أهليته.
أما بالنسبة لذراعها في سورية فقد بُتِر من شعبها الذي دفع ثمن معاناته التي طالت لأكثر من نصف قرن من الزمان، بدليل أن الصهاينة هم اكبر الخاسرين من هذا الحدث، لأنهم لم ولن يجدوا جاراً مخلصاً كنظام الاسد وورثته الذين باعوا لهم مرتفعات الجولان بثمنٍ بخس، وعملوا على حمايتهم بدليل انهم ما زالوا يدمرون البنى التحية، ويتوسعون في احتلال المزيد من الاراضي السورية.
وسيكشف التاريخ، عاجلاً أم آجلاً، حقيقة هذا المثلث الشرير قبل ان يرث الله الارض ومن عليها، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل سيأتي اليوم الذي يجد فيه البيت الأبيض ان ايران قد انتهى دورها، والدخول معنا في لعبة جديدة؟
كاتب كويتي