حقيقة ما نشاهده من جهود جبارة، ومتميزة في الحرم المكي لهو دلالة على ما تحظى به الأماكن المقدسة من مكانة كبرى لدى الحكومة السعودية.
في إنجاز تاريخي ترقبه المسلمون في جميع أنحاء العالم، وأفرح الجميع، أصبح المسجد الحرام خالياً من الرافعات للمرة الأولى منذ 22 عاماً، وذلك بعد اكتمال التوسعة الكبرى في مكة المكرمة.
للمرة الأولى منذ 22 عاماً حرم الكعبة المشرفة من دون رافعات بعد اكتمال التوسعة، وهذا عمل يفخر به كل مسلم وعربي، وجاء بعد جهود وعمل متواصل، ليكون هذا الحدث السار لنا جميعاً.
إذ شهدت التوسعة تطوراً غير مسبوق في بنية المسجد الحرام، فقد تمت إزالة الرافعات التي كانت تستخدم في أعمال البناء والصيانة، ما سمح بظهور مشهد نادر من داخل الحرم الشريف.
وتأتي هذه التوسعات في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتوفير بيئة أكثر راحة وأماناً للزوار والمصلين، بما يتماشى مع "رؤية المملكة 2030".
لقد شهد المسجد الحرام تطوراً عمرانياً، ومشاريع عملاقة تتناسب مع قدسية المكان، والكثافة العددية التي يشهدها بشكل يومي، كما انه يحظى بعناية القيادة الرشيدة، ومنذ أن وحَّد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، وخلال عهود أبنائه البررة من بعده، رحمهم الله، حتى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادمِ الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبد العزيز آل سعود، وسموِّ وليِّ عهده الأمين.
وتتعدد الأعمال التي تدل على العناية بالحرمين الشريفين في المجالات كافة، ما من شأنها إثراء تجربة القاصد والزائر، وتوفير جميع سبل الراحة والتيسير عليهم.
والمتأمل للأعمال لقاصدي العمرة والحج، يرى جداً كبيراً من اجل توفير سبل الراحة والامن والامان، لكل معتمر، ومن اهم ما نشاهده مركز حفظ الامتعة، وتتيح للمعتمر وضع أمتعته في المركز، وبعد انتهاء العمرة يأتي ليأخذ ما أودعه بكل يسر وسهولة.
وكذلك الافطار، وتوزيع وجبات الافطار بين المعتمرين، ولا ننسى جهود رجال أمن السعودية في دعمهم لكل معتمر وارشاده، وسعة صدرهم لتلبية احتياج المعتمرين، خاصة كبار السن.
حقيقة رجال الأمن كغيرهم من أبناء هذا البلد الخيّر، يفرحون ويشرفون، ويتسابقون على خدمة ضيوف الرحمن، ويقدمون صوراً إيمانية صادقة، وإنسانية مُفرحة يحضهم عليها المصطفى (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، إذ يقول: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد".
ما نقوله هو شكراً قيادة السعودية، حكومة وشعباً، لهذا العمل الجليل وخدمة ضيوف الرحمن... اللهم زد هذا البيت تعظيماً وتشريفاً، وزد بلاد الحرمين خاصة، وبلاد المسلمين عامة مكانة وعزة ورفعة.
كاتبة سعودية
Ghadeer020@