الحفاظ على النِّيَّة الصَّافِيَة

حوارات

‏"إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى"، (حديث شريف).

يُفترض بالمرء العاقل، لا سيما في عالم اليوم المضطرب، الحرص على تصفية نيّته بشكل مستمر ممّا يعلق بها من شوائب وتأثيرات سلبية، إمّا بسبب النفس الأمّارة بالسوء، وإمّا بسبب الاحتكاك بأشخاص أصحاب نوايا عكرة، وممّا يسهم في تصفية النيّة، نذكر ما يلي:

- التّواضع يصفّي النيّة: يتواضع الانسان عندما لا يرى في نفسه صفات الكمال، وعندما يبتعد عن التكبّر، وحين يتعامل مع الناس وفق منهاج أخلاقيّ سليم، ويندر أن تتكدّر نيّة المتواضع بسبب مراقبته المستمرة نفسه الأمّارة بالسوء، وكبحه الاستباقي لتأثيراتها السلبية على سلوكيّاته الشخصية.

- حسن الظنّ بالآخرين ما لم يثبت عكس ذلك: صاحب النيّة الصّافية يُحسن الظن بكل من يتعامل معهم في حياته، الخاصة والعامة، وإذا ثبت له مخالفة أحد الأفراد توقّعاته الايجابيّة، فهو يتوقّف عن الثقة به مرّة أخرى، لكن تعرّضه للخذلان لن يجعله يشكّك بنوايا كل الناس، فلا يحمل أحد ذنب شخص آخر، وحسن الظنّ يُطهِّر النيّة، ويفتح أبواب الخير أمام الانسان في كل مكان يجد نفسه فيه. تمنّي الخير للناس: يتمنّى صاحب النيّة الصّافية الخير لكل الناس، وهو يعتنق هذا المنظور الأخلاقي، ليس بهدف تحقيق مصالح شخصية أنانية، أو بقصد التكلّف (النفاق،) انما لإيمانه الصادق أنه إذا انتشر الخير في بيئته المحيطة فسترجع أوضاع الجميع دائماً الى ما هو أفضل.

ويؤدّي تمنّي الخير للناس الى نشر سلوكيّات صدق النيّة والأمانة والاخلاص في المجتمع.

- النيّة الصّافية والتعصّب: يلوّث نيّة الفرد ما يختار أن يمارسه من تعصّب أعمى، أو تحيّز عنصري، أو قبليّ، أو طائفيّ، أو فئوي، وذلك بما يؤدّي إليه التعصّب من تحيّز ظالم ضدّ من هو مختلف، وترتكز أغلب الأيديولوجيّات القبليّة، والعرقية، والطائفية، والفئوية على التعصّب الأعمى.

- ترك فضول الكلام: يبتعد صافيّ النيّة عن حَشْو الكلام، لا سيما ما لا خير فيه، وكلما زاد كلام المرء عمّا هو ضروريّ، أوغرت الصدور وفسدت النّوايا، والله عزّ وجلّ أعلم.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@