رحل الضيف الكريم، شهر رمضان المعظم، بنفحاته وبركاته لنستقبل عيد الفطر المبارك، وهو من أعظم أيام الله التي شرع الله لنا فيها الفرح والسرور بتقبل الطاعات، وكما أنه عيد في الأرض، فهو أيضا عيد في السماء، لكن في رحاب الله الفسيح حيث الأنوار والرضوان.
يأتي العيد هذا العام، وهو يوافق الذكرى السنوية السابعة لولدي الحبيب، المغفور له بإذن الله، سمو الشيخ ناصر صباح فهد الناصر الصباح، رحمه الله، وجعل الجنة مأواه، وانتقم له ولكل الشهداء.
أتى العيد المبارك موافقاً لذكرى رحيله عن هذا العالم الفاني، وأنا استشعر رسائل اطمئنانه أنه يحتفل مع النبيين والصديقين والشهداء، وصالح المسلمين، بيوم من أيام الله، وبعد شهر الصيام والقيام والرحمة، والمغفرة في مستقر رحمته.
الحقيقة أنه بقليل من التدبر في قول الله تعالى "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"، أن الدنيا لا تستحق كل هذا الصراع والتنافس عليها، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأن الفساد الحقيقي فيها هو فساد القلوب، وخيانة الضمير الإنساني، والفطرة السوية.
فكم مسؤولاً فاسداً مفسداً فارق الحياة، أو قابع في السجون، لم يدرك أن الحياة هي مجموعة من الابتلاءات والامتحانات ليس أكثر.
كم سارقاً ومزوراً لم يتعظ، ولم يتب إلى الله، ولم يستمع إلى قول الله تعالى: "ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين".
والثابت والواضح الآن أن النهج الحازم لحضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير البلاد، حفظه الله، جدد فينا الأمل بعودة الكويت إلى أصحابها الأصليين، رغم صعوبة الأمر، والمحاولات السابقة لتنقية المجتمع الكويتي من شوائب المزورين، ومزدوجي الجناسي، إلا أن الإرادة القوية لصاحب السمو جعلتنا نقطع شوطاً كبيراً في هذا الملف الحيوي لأمننا الوطني.
قد رأيت بعيني واقعة في احد المطارات لجواز سفر كويتي مزور ببيانات أحد أفراد الأسرة الحاكمة، لكن بصورة شخصية مختلفة، وأن كشف إسقاط الجناسي اشتمل على بعض من أفراد الأسرة الحاكمة، مما يعني أن الفساد وصل بالجرأة إلى الأسرة الحاكمة، وهذا يكشف بوضوح خطورة هذا الملف الذي لم يتم التعامل معه سابقا بالجدية المطلوبة، كما يحدث اليوم، في عهد أمير الحزم الذي سيعيد لنا حقوقنا، وحقوق أبنائنا الشهداء المسلوبة.
بعد ختام هذا الشهر الفضيل، ونحن نودع عيد الفطر المبارك، علينا أن نتذكر نعم الله علينا بالشكر، وأن نحتسب عند الله من رحلوا عن دنيانا الفانية بالصبر، وأننا لاحقون بهم في مستقر رحمته حيث الخلود في النعيم، بإذن الله، بعد فناء كل شيء، ولن يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
في ذكرى رحيل ولدي الحبيب عن دنيانا الفانية، أبعث له رسالة أن عزائي الوحيد أن عيدك في الجنة دائم غير منقطع، في معية الله، ورحمته ورضوانه، مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وندعو الله ونسأله بحق الأيام المباركة أن لا يحرمنا أجرك، وأن لا يفتنا بعدك، وأن يلحقنا بك على خير، وإنا لله و إنا إليه راجعون.
كاتبة كويتية