قُوَّة المُلاَحَظَة تُوَفِّر الوقت والجُهد

حوارات

"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" (البقرة 286).

قوّة الملاحظة مهارة يمكن للمرء أن يكتسبها وقت ما وعندما يشاء، وهي توفِّر للانسان وقته وجهده الذّهني والجسدي.

ومن بعض صفات الفرد قويّ الملاحظة، وكيفية اكتساب هذه القدرة الشخصيّة الفعّالة والمفيدة للغاية في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:

-قويّ الملاحظة: فهو يتّسم بقدرته الفائقة على التركيز الذّهني وقتما وعندما يشاء، فيلاحظ أموراً وأشياء وتفاصيل، ربما يعجز عنها الفرد الذي لا يهتم بتطوير قوّة ملاحظته.

ويهتم قويّ الملاحظة بربط كلام الذي يتحدّث معه مع لغة جسده، فهما بالنسبة له يكمّلان بعضهما بعضاً، ويتّصف أيضاً بالتقاطه السريع لزلاّت الجسد والكلام.

ومن سماته أيضاً التركيز على أصغر التفاصيل الماديّة والنفسيّة (حركة الجسد، وطريقة التنفّس، وانقباض عضلات الوجه، وضيق أو اتساع بؤبؤ العين... وغيرها).

وهو يستعمل هذه القدرة المكتسبة (قوّة الملاحظة)، وبخاصّة في العالم الخارجي، بهدف اختيار الطرق المناسبة للتعامل مع كافة الناس، ووفقاً للظروف المحيطة به.

-اكتساب قوّة الملاحظة: يمكن اكتساب مهارة قوّة الملاحظة عبر تعويد الانسان على ملاحظة لغة الجسد التي يستعملها الآخرون أثناء حديثهم، أو تعاملاتهم العامة، وربما عبر مشاهدة ما يعرض في مسلسلات التلفزيون، مع كتم الصوت، ومحاولة تخمين ما يقوله الممثّلون.

وعن طريق القراءة المستمرة في علوم لغة الجسد والفراسة والقيافة، والتأنّي قبل إصدار الأحكام الشخصية على الآخرين، والاهتمام بقراءة الأمثال القديمة التي تشرح، أو تعلّق على التصرّفات البشرية النمطية، وعن طريق تعويد العقل على كتم المشاعر والعواطف لفترة محدّدة، بهدف تسخير كامل الطاقة الذهنيّة لرؤية الوقائع الحياتية كما هي، وبالنظر في شؤون الحياة وفقاً لوجهة نظر حياديّة قدر الاستطاعة، وربما الجلوس في أماكن عامة (الحدائق والمنتزهات والأسواق)، والتدقيق في النظر الى طبيعة تصرّفات الناس في العالم الخارجيّ، بقصد التعلّم والاستفادة، وليس بهدف التركيز على المثالب.

كذلك عن طريق التخلّص من العوالق والرواسب النفسيّة السلبية أثناء التواجد في العالم الخارجيّ، واستبدالها بالإنصات الحقيقي والمراقبة الدقيقة، لما يقوله ويفعله الآخرون.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@