من فيلم "سوبرمان" الجديد" للنشر"
تنتهي في الثالث من الشهر الجاري، دورة جديدة لحدثٍ لا يدخل تماماً في تصنيف مُعيَّن يُنظَّم تحت اسم "سينماكون" (CinemaCon) سابقاً "شو وست"منذ عام 1976 في مدينة لاس فيغاس. المدعوون إليه ينزلون في أغلى فنادق المدينة. يؤمُّون كازينوهاتها. وفي هذا الحدث تشترك كل شركات هوليوود المنتجة والموزِّعة، وكذلك شركات الصالات السينمائية، لتتحدث عن "بزنس" السينما،هو ليس مهرجاناً، وليس سوقاً للبيع والشراء، وليس معرضاً، كما أنه ليس مناسبة سنوية لتوزيع الجوائز، إنه مؤتمر تشترك فيه مئات الوفود - كل وفد بعشرات المديرين والمسؤولين- ومئات الشركات من استوديوهات وشركات توزي وأصحاب صالات وشركات تتعاطى الصناعة عن قرب أو عن بعد،غُرف الفنادق الكبيرة كُلها محجوزة خلال فترة إقامته، وقد انطلق العام الحالي في 31 مارس حيث تتعدَّد الحفلات والقاعات تعج بالحاضرين في ساعات مختلفة من الليل والنهار، تم خلال فترة المؤتمر عرض أفلام انتهى تصويرها للتو ولم تُعرض بعد إلى أحد غير النُّخبة الموجودة، ولأن الفيلم ليس جاهزاً بعدُ للعرض، يُقدّم منه نحو عشر إلى عشرين دقيقة للتعريف به ، ومن أهم ما عرض في " سينماكون" 2025، هو ربع ساعة من الجزء الخامس من مسلسل "جون ويك" المنتظر إطلاقه بعد نحو أسبوعين وهو من بطولة كيانو ريڤز، إلى جانب عروضٍ لفيلم شركة وورنر المقبل "سوبرمان" المنتظر عرضه في 11 يوليو المقبل. ويكفي "سينماكون" الاكتفاء بعرض مقتطفات من الفيلمين الجديدين حتى يثريان المُلتقى الذي يؤمُّه رؤساء الاستوديوهات والشركات ومُديروها للبحث في أمر السينما والصناعة في كل عام، ولعرض جديدٍ وإلقاء الخطب في حضور الإعلام أو في اجتماعات مغلقة،ما يختلف العام الحالي عنه في العام الماضي والعام الماضي عمَّا سبقه، هو استمرار هبوط الإيرادات في صالات السينما. إيرادات الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الحالية، تُشير إلى أن الحصيلة أقل من حصيلة العام السابق بـ11 في المائة. وأن مجموع الإيرادات إلى الآن ما زال ضعيفاً للعام السادس على التوالي. قد يرتفع في نهاية هذه السنة قليلاً، بيد أن المتوقع أن يهبط مجدداً خلال العام المقبل.
إحصائيات أميركية تؤكد أن تراجع المشاهدين بلغ 25 في المائة خلال العام الماضي، وليس هناك من مؤشر إلى تحسنٍ ما خلال العام الحالي، على سبيل المثال فيلم " كابتن أميركا: عالم جديد شجاع" الذي عُرض بدءاً من 11 فبراير الماضي لا يزال يتربَّع على قمَّة الإيرادات الأميركية هذه السنة. كلّف 180 مليون دولار، وجلب ما يوازيها وفوقها نحو 200 مليون دولار، عالمياً هذا ليس النجاح الذي كانت تنشده الشركة المنتجة "وولت ديزني"، لكنه ما يزال النجاح الوحيد إلى الآن هذه السنة. كل الأفلام الأخرى التي عُرِضت من مطلع العام وحتى اليوم، ومن بينها فيلم ديزني الحالي " سنو وايت" أخفقت في دورتها التجارية. ويعتبر الفيلم إعادة صُنع فيلم رسوم متحركة أنتجته الشركة نفسها سنة 1937 الذي تم تصنيفه كأفضل من الفيلم الجديد، كلَّف 250 مليون دولار وفوقها 50 مليون دولار دعاية وإعلانات، وجلب من السوق العالمية بما فيه الأميركية أكثر بقليل من 144 مليون دولا فقط باقي العروض لم يتجاوز الواحد منها 100 ألف دولارٍ، وفي التحقيق الذي نشرته-الشرق الأوسط- أن هوليوود سلكت سبيلين اعتقدتهما متساويَيْن: إنتاج أفلام لصالات السينما، وتعزيز المنصّات الإلكترونية في الوقت نفسه. مع وقوع "كوفيد - 19" تراجع الإقبال على الصالات، الأمر الذي منح المنصَّات إوزَّة تبيض ذهباً. بعد زوال الداء بقي الإقبال منحسراً إلى حدٍ كبير كما تؤكد الإحصائية أعلاه. مشكلة أخرى لم تُحسن هوليوود إدارتها، هي منح أفلامها المعروضة في الصالات 17 يوماً فقط قبل عرضها على الإنترنت وهذا في حد ذاته دعوة للجمهور مجانا إلى تأجيل مشاهدة الفيلم لمدة أسبوعين فقط. قلّة من الأفلام تستطيع النفاذ من هذه المصيدة مثل "المهمّة مستحيلة: التقدير الأخير" (Mission: Impossible- The Final Reckoning) أو (Oppenheimer)، أو (Barbie). أما إذا أُطلقت أفلام في الصالات فقط، فإن الدعم الإعلامي لها محدود. قد يبحث الموجودون في "سينماكون" خلال الأسبوع الحالي هذه المسائل، وقد يُدركون أن السقوط أسهل من الصعود، وينجحون في وقف الانحدار قبل فوات الأوان، بيد أن هذا مجرد احتمال.