مختصر مفيد
بين فترة وأخرى تعود شركات القمار الى الساحة، لتنصب على الناس بعملة غير رسمية هي "بيتكوين".
يا إخوان هذي ليست عملة، لا تعتبر من النقود، إنها قمار، يستخدمها المحتالون والنصابون، ويروجون لها، فأصابت من يتعامل معهم بخسائر هائلة، ربما أطاحت أموالهم، فما فائدة الصحافة إذا لم تنفـع الناس؟
فقد تنشر على مواقع الانترنت عبارة مثل "تعلم كيف تحقق دخلاً إضافياً يبلغ 1700 دينار أسبوعيا"، فيدفع المرء المال لشركة نصابة، أملاً في الحصول على مبلغٍ أكبر، وهو في الواقع قمار، ألحق الخسائر بكثير من المواطنين والمقيمين.
في يناير عام 2021 نشرت صحيفة "الراي" خبرا يقول "هوس مضاربات "بيتكوين" يضرب الكويتيين".
ونشرت "السياسة" في يوم 7 إبريل الجاري خبرا يقول: " 200 مليار دولار تبخرت من سوق العملات المشفرة في ساعات".
رجاء ابتعدوا عنها تماما، إذن ما هي النقود، وكيف ظهرت؟
في قديم الزمن عاش الإنسان حياةً بدائية، ولم يكن للنقود وجود، لذلك استخدم الناس المقايضة، فهذا الشخص يعطي ذاك لحما، ويأخذ منه فاكهة، لكن كان هذا التبادل مزعجا، فمن يطلب اللحم سيطلب من صاحب البقرة ذبحها حتى يعطيه جزءاً منها، وبالطبع فإن مالك البقرة لن يذبحها، فماذا سيفعل بباقي اللحم، ماعندهم ثلاجة، وهكذا يكون التبادل مزعجا.
بمرور الزمن اتفق الناس على استعمال شيء ما، يمكن حمله بسهولة، ويكون مقبولا لدى الجميع، يتبادله الأفراد ثمناً للمأكولات أو السلع، بالإمكان تخزينه في المنزل، وله قيمة، فقرروا مثلاً استخدام "الملح" لأهميته، فيخرج أحدهم حفنةً منه، لنقل بحجم كف اليد، ليشتري بها، لكن الملح يذوب في الماء، وقد يتلف، فلا يصلح كوسيط للتبادل، ثم استعملت المجتمعات الإنسانية "المحار والقواقع"، أعطيك كذا محارة تعطيني الشيء الفلاني.
وهكذا إلى ان اكتشف الإنسان أن الذهب والفضة لا يتأثران بالتقلبات المناخية أو التغيير بمرور الزمن، ويسهل حملهما بسهولة، وأيضاً لتخزين قيمتيهما في المنزل، فتم استخدامهما قبل آلاف السنين، فهذا يعطي الآخر قطعة من الذهب، أو الفضة، ليشتري، فيقبضها الثاني ويشتري هو أيضا بها.
قبل مئة عام عندما نشبت الحرب العالمية الأولى، أو في حدود ذلك التاريخ لتسهيل التحليل، لم تمتلك أوروبا كمية كافية من الذهب والفضة، وكانت تتقاتل بين بعضها بعضا، ولما كان لا بد من الإنفاق على الجنود، فكرت أوروبا بإصدار الورقة النقدية ("نوت" أو النوط كما نقول) حتى تدفعها للجنود كمعاشات، على ان تتعهد الدولة ان تدفع لحامل الورقة كمية من الذهب، إن أراد ان يصرفها في البنك، وتدريجياً اعتاد الناس على هذه العملة، ولم يذهبوا الى البنوك ليستلموا الذهب بدلاً منها، اطمئناناً وثقة بقيمة الورقة النقدية التي تصدرها الحكومة على شكل نقود، هذا ما درسناه في كلية الاقتصاد.
هذه هي النقود، وكيف ظهرت، تصدرها البنوك المركزية، ولها سعر، يقبل به الناس في البيع والشراء، إنها النقود ممثلة بالعملة الورقية، أو الشيك، أو المعادن الثمينة كالذهب.
الهنود، مثلا، يشترون الذهب من حين لآخر ليحتفظوا به، أما بدعة النصب والاحتيال فليست نقودا، فالعملة الرقمية "بيتكوين" التي يـُروج لها على الأنترنت لا يوصي بها المحللون الماليون لما تنطوي عليه من مخاطر جمة، فــ"بيتكوين" هي جنون عالمي، إنها قمار وليست استثماراً، وتداولها محفوف بمخاطر مهولة تلحق الخسائر بالناس، وبالفعل هناك كويتيون خسروا نصف أموالهم في التعامل بها، لكن من يقرأ؟
[email protected]