حوارات
يشير تقييم الآخرين، في هذه المقالة، إلى أي تقييم شخصي يمارسه فرد تجاه فرد آخر، أو رأي، أو انطباع شخصي عنه يتكوّن في عقله.
ويشمل التقييم أيضاً آراء الناس تجاه الأقوال والتصرّفات الشخصية في الحياة العامة، ولا يزال يعاني بعض الأفراد البالغين عمرياً، ممن يفتقدون الثقة بأنفسهم وبقدراتهم، من خوف مرضي تجاه تقييم الناس، ونظراتهم لهم، وربما يشعرون أحياناً بالرعب الشديد إذا رفضوهم، أو لم يرضوا عنهم، أو لم يؤيّدوا مواقفهم أو آرائهم، أو ربما نظروا إليهم بازدراء، ويكاد يدمّر هذا الخوف المفرط، ذاتيّ النشأة، من التقييم السلبي للآخرين، حياة كثير من الأشخاص، حتى أصبح بعضهم على ما يبدو يربط احترامه وتقديره لذاته وثقته بنفسه، بكيفية وبمستوى تقييم الآخر له.
ومن بعض أسباب هذا الخوف المرضي، وكيفية التغلّب عليه، نذكر ما يلي:
-الأسباب: تؤدّي الاتكالية النفسية المفرطة على الآخرين الى ترسّخ الخوف المفرط من الانفصال عنهم في عقول من يعانون من اضطرابات، فطريّة أو مكتسبة في شخصياتهم، لا سيما إذا كان الآخر من الأقارب.
ومن أبرز أسباب الخوف المرضي من تقييم الآخر لشخصياتنا هو التعرّض لتربية أسريّة فاشلة، وربما بسبب الجهل بالنفس، وربما بسبب الحساسية العاطفية المفرطة، وبسبب ضعف تقدير الذّات، وتحوّله من سلوك ذاتيّ اختياري، الى أمر يرتبط فقط بتقييم وبتقدير وبتأييد الناس.
-التغلّب على الخوف من تقييم الآخرين: يفترض أن يداري المرء العاقل كل الناس أثناء التعامل معهم، ولكن لا يجب أن تتحوّل هذه المداراة الى تنازلات وخنوع نفسي مذلّ، على حساب الكرامة الشخصية، ويمكن للانسان العاقل التركيز على تحقيق أولوياته وأهدافه الحياتية، بدلاً من ترقّب نظرات الآخرين تجاهه، وبتسخير طاقاته، الذهنيّة والنفسية والبدنية، لاكتساب المهارات الشخصية والاجتماعية الفعّالة التي يحتاجها الانسان الناجح في عالم اليوم، وبأن يقويّ مناعته النفسية تجاه كافة أنواع التقييم الذي يتلقّاه في العالم الخارجي بقبول ما يأتيه من نقد عقلاني لكلامه، أو لتصرّفاته بصدر رحب، وبتجاهل النظرات والآراء النرجسية تجاهه، فأنت حرّ ما لم تضرّ.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@