صاحب القلب الرَّحِيم وحُسْن الثَّوَاب

حوارات

"الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ". (حديث شريف).

القدرة على ممارسة الرحمة تجاه الآخرين قوّة وليست ضعفاً، وصاحب القلب الرحيم يُجزى الخير في الدنيا وفي الآخرة، ومن بعض سمات صاحب القلب الرحيم، وبعض النتائج الإيجابية لسمة الرحمة على الحياة الشخصية، نذكر ما يلي:

-سمات صاحب القلب الرحيم: يرقّ قلب الرّحيم ويشفق على الضعفاء والمحتاجين، ومن ابتلوا ببعض مصائب الدنيا، ويعطف عليهم، ويسعى لمساعدتهم قدر استطاعته.

وإذا لم يستطع مساعدتهم بشكل ماديّ، فأقلّ ما يفعله صاحب القلب الرحيم هو الدعاء لهم، والتبسّم في وجوههم، ويتّصف الانسان الرحيم بشفقته الفطريّة، فما تتمركز عليه شخصيته الأساسية هو العطف والتعاطف، والرغبة الصادقة في فعل الخير، وتخفيف معاناة الآخرين، وهو المبادر بوصل رحمه، وهو الجار الطيّب، والصديق الصّدوق، والانسان القدوة بالنسبة لمن يعرفونه، ويتعاملون معه عن قرب.

وهو يختار بالطبع أن يكون شخصا رحيما بسبب إدراكه أنّ سمة الرحمة هي ما تميّزه كإنسان، فهي أحد أهم سماته الإنسانية الأساسية، ويلاحظ المرء الرّحيم حيّ الضمير، ولا يفسد قلبه الغرور، أو التكبّر أو النرجسية.

وتجده الأكثر تواضعا مع أنّه ربما يمتلك ما يدفع البعض إلى التكبّر وغلظة القلب، لكنّ صاحب القلب الرّحيم يختار أن يكون إنساناً حقيقيّا بدلاً عن ذلك!

ويجد أصحاب القلوب الرحيمة سرورا حقيقيّا في قلوبهم عند ممارستهم للرحمة وللشفقة وللتعاطف، وعند مساعدتهم للإنسان الآخر، والذي أحيانا يحتاج منهم فقط ابتسامة صادقة في وجهه.

-الرحمة وحسن الثواب: الحياة الشخصية لصاحب القلب الرّحيم تكاد تفيض بكل ما هو مجزٍ وإيجابي، فعلاقاته الأسرية والاجتماعية إيجابيّة للغاية، فمن يرحم يُرحم من أغلب من يتعامل معهم.

وستجد أهله وأبناءه الأكثر برّا به، ويتنافس الآخرون من أصدقائه ومعارفه للتقرّب منه لمعرفتهم لما سيجلب قربهم منه من سعادة ومتعة قلبية مجزية، لا يعرفها سوى من يوجد في حياته الآن صاحب قلب رحيم، فطوبى لمن رحم من في الأرض من بشر ومخلوقات، وطوبى لمن سيرحمه من في السماء.

كاتب كويتي

DrAljenfawi@