الثلاثاء 22 أبريل 2025
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
عالم ملتهب يقوده متهور
play icon
كل الآراء

عالم ملتهب يقوده متهور

Time
الأربعاء 16 أبريل 2025
View
120
حمد سالم المري
صراحة قلم

نعيش عصرنا الحالي في عالم ملتهب، تعصف به الحروب، والصراعات التجارية، وطغيان المادة على الأخلاق، وتصادم الثقافات، وعدم احترام القوانين الدولية، ونقض المواثيق، وبدلا من العمل على إصلاح الأمور، زاد سعير هذا اللهب بقدوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتربعه على عرش قيادة العالم.

أظهر ترامب للعالم، مدى تهوره المصحوب بالشعور بالتعالي، حتى شك العالم أنه مصاب بجنون العظمة، وذلك بسبب تصرفه غير اللائق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما زاره في البيت الأبيض، وخطاباته التي تحمل نبرة عنجهية وتعاليا ضد الاتحاد الأوروبي والصين، وكندا والدانمارك، التي توجها بإشعال فتيل حرب تجارية، برفعه أسعار الرسوم الجمركية على الكثير من دول العالم، محذرا اياهم بلهجة تهديد عدم معاملته بالمثل.

تصرفات ترامب، زادت من الاضطرابات في عالم يعاني أساسا من عدم الاستقرار، وادخلته في نفق مظلم، يتوجس فيه العالم الخوف من نشوب حرب عالمية ثالثة، تأتي على الأخضر واليابس، خصوصا أن دولة مثل الصين رفضت الرضوخ لترامب، وعاملته بالمثل، فزادت أسعار السلع مما ينعكس سلبا على جميع دول العالم.

ورغم ما نشاهده من أضراب جنوني في العلاقات الدولية، ومحاولة الكثير من حكومات العالم، إيجاد حلول تحميها من أخطار قرارات ترامب المتهورة، إلا أن بعض الدول العربية، للأسف مشغولة بتوافه الأمور، أو مشغولة بحفظ أمنها واستقرارها من الصراعات الداخلية، بعدما عانت لسنوات طويله منها.

هناك حكومات عربية مشغولة في إلهاء شعوبها بتصرفات، تتعلق بحياتهم المعيشية بحجة الإصلاح الاقتصادي، وأخرى في إلهاء شعوبها بتدابير تتعلق بمصيرهم، وثالثة مشغولة في إلهاء شعوبها بتدابير تتعلق بلقمة عيشهم بحجة التقشف، متجاهلة أنهم يعيشون في عالم ملتهب، وأن سعير هذا اللهب إذا اشتد، لا سمح الله، سيصيبها، وعندها لن تنفعها، إلا شعوبها التي هي الركن الأساسي للدولة، فالعالم لم يعد كما هو في التسعينيات من القرن الماضي، بل تغير، وتغيرت معه الظروف، وأنه أصبح عالما مجنونا، تقوده فقط المصالح المادية، ولهذا على الدول الاعتماد على نفسها، والعمل على خلق تكتلات سياسية، وعسكرية، واقتصادية، وتقويتها، مع دول أخرى تتشابه معها في المصير، مثل "مجلس التعاون" الخليجي.

وكذلك توسيع نطاق علاقاتها الديبلوماسية مع دول العالم، خصوصا الصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، لأنه لا سمح الله، إذا وقعت الفأس في الرأس، لن تنفع هذه الحكومات تجاهلها لما يحدث حاليا في العالم، وانشغالها بأمور ثانوية، هي في غنى عنها.

al_sahafi1@

آخر الأخبار