عاصفة سياسية لا تهدأ داخل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، على وقع فضيحة تسريبات مرتبطة بتطبيق "سيغنال" وشبهات بتسييس المهام.
وعلى صدى تلك الأزمات أعلن جون أليوت، المتحدث السابق باسم الوزارة، استقالته المفاجئة، في خطوة تعكس حجم الاضطراب داخل أروقة الدفاع الأميركية.
وقال أليوت في تصريح خاص لموقع "بوليتيكو" مساء الأربعاء، إنه سيغادر منصبه بحلول نهاية الأسبوع.
وأوضح أنه أبلغ وزير الدفاع بيت هيغسيث بعدم رغبته منذ البداية في أن يكون "الثاني في سلسلة القيادة" بمجال الشؤون العامة، وهو ما يسلط الضوء على خلافات داخلية بشأن الهيكلة الإعلامية والسياسية داخل البنتاغون.
استقالة في توقيت حساس
تأتي هذه الاستقالة بينما يخضع ثلاثة من كبار مساعدي وزير الدفاع لتحقيق داخلي، بعد أن تم وضعهم في إجازة إدارية هذا الأسبوع، وسط شبهات بتورطهم في تسريبات سياسية حساسة، طالت حتى غرف التخطيط العسكري.
وفي واقعة أثارت جدلاً واسعاً، تبيّن مؤخراً أن رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" قد أُدرج خطأً في مجموعة "سيغنال" الخاصة بتنسيق ضربات أمريكية محتملة في اليمن، ما فتح أبواب الانتقادات على مصراعيها، وطرح تساؤلات حول أمن المعلومات والتداخل بين الصحافة وصنع القرار العسكري.
الدفاع عن قرارات مثيرة للجدل
أليوت، وهو من قدامى المحاربين في سلاح مشاة البحرية الأمريكية، لعب دوراً محورياً في إدارة الرسائل الإعلامية للبنتاغون خلال الفترات الحساسة من إدارة ترامب، حيث تولى سابقاً منصب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، وعمل كذلك في وزارة شؤون المحاربين القدامى.
وخلال فترة عمله الأخيرة، تصدى أليوت للانتقادات التي طالت وزارة الدفاع على خلفية حذف محتوى إلكتروني مرتبط بحقبة الحقوق المدنية وشخصيات بارزة مثل جاكي روبنسون قبل أن تعيد الوزارة تلك الصفحات لاحقاً تحت ضغط الرأي العام.
كما دافع أليوت بقوة عن قرارات إدارة هيغسيث بإزالة الصفحات المرتبطة بمفاهيم "التنوع والإنصاف والإدماج"، قائلاً إن هذه الأجندة أصبحت "أداة ماركسية ثقافية مستيقظة" لا مكان لها في الجيش الأمريكي، حسب وصفه.
مستقبل غامض
ورغم إعلان أليوت استعداده لتقديم الدعم بشكل مؤقت لمدة شهرين، إلا أنه أوضح أن محادثاته مع هيغسيث مؤخرًا لم تفضِ إلى توافق حول دور بديل له داخل وزارة الدفاع، ما عجّل بقراره النهائي بالمغادرة.
وحتى مساء الأربعاء، لم تصدر وزارة الدفاع الأميركية أي تعليق رسمي على استقالة أليوت، أو على التطورات المرتبطة بالتحقيقات الجارية، في وقت تتصاعد فيه الضغوط على الإدارة العسكرية الأمريكية، خاصة مع تنامي الانتقادات لأسلوب إدارة الملفات الحساسة في عهد هيغسيث.