أميركا واليمن يبحثان شن هجوم بري لطرد الحوثيين من ساحل البحر الأحمر

صنعاء، واشنطن، عواصم - وكالات: فيما شهدت اليمن موجة مكثفة من الضربات الجوية الأميركية استهدفت مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين حتى صباح أمس، وسط تقارير عن مقتل شخص واحد في العاصمة صنعاء، كشفت مصادر أن القوات اليمنية التابعة للحكومة الشرعية تجري محادثات مع الولايات المتحدة والحلفاء العرب والخليجيين بشأن شن هجوم بري لطرد الحوثيين من ساحل البحر الأحمر.

وطالت الضربات الأميركية محافظات عدة ليل أول من أمس، بينما لم تقدم جماعة الحوثي سوى القليل من التفاصيل حول المواقع المستهدفة، كما لم تعلن القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" تفاصيل محددة للأهداف التي تم قصفها، فيما أكد شهود عيان أن انفجارات عنيفة هزت العاصمة صنعاء إثر سلسلة غارات جوية أميركية استهدفت مواقع متفرقة تسيطر عليها الجماعة المتحالفة مع إيران، وقال الشهود إن انفجارات عنيفة هزت العاصمة جراء قصف أميركي بنحو 15 غارة جوية استهدفت معسكر الحفا وجبلي النهدين ونقم التي يسيطر عليها الحوثيون، مؤكدين ارتفاع ألسنة اللهب وأعمدة الدخان من المواقع المستهدفة، جنوب وشرق العاصمة صنعاء، وتضرر عدد من المنازل المجاورة في قصف وصفوه بأنه الأعنف منذ أنّ استأنفت الولايات المتحدة هجماتها على مواقع الحوثيين في اليمن منتصف مارس الماضي. 

من جانبها، ذكرت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين أن طيران العدوان استهدف بـ 12 غارة جوية منطقة الحفا بمديرية السبعين في صنعاء، بينما قال سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجن في حساب السفارة على منصة "إكس" إن الحملة الحالية تستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية فقط، وليس المدنيين في مناطق سيطرة حكمهم الاستبدادي.

بدورهم، أقر الحوثيون بأن جزيرة كمران التابعة لمحافظة الحديدة غرب البلاد تكبدت خسائر جسيمة جراء الضربات الميركية، وقالت وزارة الزراعة والثروة السمكية في حكومة الحوثيين الغير معترف بها دوليا إن إمعان العدوان الأميركي في استهداف الجزيرة يشكل تهديدا مباشرا للحياة البحرية والنظام البيئي، فضلاً عن تعريض حياة الصيادين وسكان الجزيرة للخطر، معتبرة استهداف الجزيرة يؤكد إفلاس العدوان الأميركي الذي لا يتورع عن انتهاك المواثيق الإنسانية والدولية، مشيرة إلى أن العدوان تسبب في أضرار جسيمة في واحدة من أهم الجزر ذات الأهمية البيئية والاقتصادية في البحر الأحمر، محملة الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الكاملة عن العدوان، داعية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، واتخاذ موقف حازم لإدانة الجريمة ووقف العدوان على الشعبين اليمني والفلسطيني.

في غضون ذلك، نقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن مصادر مطلعة قولها إن الهجوم البري الذي قد يشمل محاولة استعادة العاصمة صنعاء بعد نحو عقد من سيطرة الحوثيين عليها، سوف يؤدي إلى توسيع وتكثيف الحملة الميركية ضد الحوثيين بشكل كبير، مضيفين أن القوات الأميركية لن تشارك في هذا الهجوم، بينما نفت الإمارات انخراطها في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن تنفيذ هجوم بري محتمل في اليمن ضد جماعة الحوثي، وقالت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية لانا نسيبة لوكالة "رويترز" إن "المزاعم غريبة ولا أساس لها من الصحة"، نافية تقارير إعلامية زعمت أن واشنطن تجري مشاورات مع أبوظبي بشأن إمكانية دعم عملية عسكرية برية في اليمن، ضمن جهود مواجهة التصعيد الذي تقوده جماعة الحوثي، لا سيما في البحر الأحمر، بينما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن فصائل يمنية تخطط لهجوم بري بمحاذاة ساحل البحر الأحمر للاستفادة من قصف أميركي استهدف الحوثيين، وأن الإمارات تناولت خطة تلك الفصائل مع مسؤولين من الولايات المتحدة.