بوتين وأمير قطر: وحدة سورية أولوية ولا سلام دون حل الدولتين

موسكو، الدوحة، عواصم - وكالات: فيما جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد أمس، التأكيد على أنه لا سلام دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، أكد الرئيس الروسي بوتين أن موسكو على استعداد لبذل كل ما يلزم من أجل الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وقال بوتين في مؤتمر صحافي قبيل الاجتماع مع أمير قطر في الكرملين "سنناقش القضايا المرتبطة بالمناطق الساخنة"، مشددا على أن قطر تقوم بجهود كبيرة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وهناك مبادرات ولكن لا يزال يقع ضحايا، مؤكدا ضرورة الحل الدائم عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطين.

وعقب اللقاء، قال الرئيس الروسي: "ناقشنا القضايا المتعلقة بتطورات الوضع في سورية، وهذا أيضا له أهمية كبيرة بالنسبة لنا. ونحن نعتزم بذل قصارى جهدنا لضمان بقاء سورية دولة ذات سيادة مستقلة تتمتع بوحدة أراضيها"، مقترحا على أمير قطر مناقشة تقديم المساعدة للشعب السوري، قائلا "نود أيضا أن نناقش معكم إمكانية تقديم المساعدة للشعب السوري، بما في ذلك المساعدات الإنسانية. ولا تزال سورية تواجه مشاكل كثيرة، سواء على المستوى السياسي أو من حيث ضمان الأمن، أو من الناحية الاقتصادية البحتة".

وأشاد بتطور العلاقات بين روسيا وقطر، واصفا قطر بأنها من أهم شركاء روسيا في المنطقة، قائلا "علاقاتنا تتعزز، ورغم أن التبادل التجاري بين البلدين يبقى متواضعا، تعتبر قطر أحد شركائنا ذوي الأولوية بشكل عام ولا سيما في الشرق الأوسط، مشددا بالقول "لدينا تقاليد جيدة وعريقة في العلاقات، وروسيا وقطر تنفذان العديد من المشاريع المشتركة المهمة بما فيها في مجال الطاقة، وتتطلعان إلى مشاريع جديدة واعدة".

من جانبه، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على أن التعاون مستمر بين بلاده وروسيا خاصة في القضايا الساخنة في المنطقة، قائلا إن القضية المأساوية التي نشهدها في غزة والقتل اليومي يجب أن يتوقف، مذكرا بالتوصل إلى اتفاق قبل أشهر ولكن مع الأسف إسرائيل لم تلتزم به، قائلا إننا كوسطاء نسعى لمحاولة تقريب وجهات النظر لكي نصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، مجددا التأكيد "أننا مع روسيا موقفنا ثابت وواضح، لا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة وهذا ما سنعمل عليه".

وقال إن الرئيس السوري أحمد الشرع كان في الدوحة قبل أيام، وأنهما تحدثا بين أمور أخرى، عن العلاقة التاريخية الستراتيجية بين روسيا وسورية، مؤكدا أن الرئيس السوري حريص على بناء علاقة بين البلدين تقوم على الاحترام ومصالح الشعبين، مشيرا إلى أن سورية تمر بمرحلة دقيقة وحساسة، وأنه "من مصلحتنا ومصلحة الجميع" دعم هذا التوجه في سورية نحو الحفاظ على واحدة أراضيها والسلم الأهلي فيها، وقال الشيخ تميم إن بلاده تعتز بالعلاقة مع روسيا، وتم بحث سبل تطويرها، مؤكداً أنه يجب مناقشة كيفية تعزيز التبادل التجاري بينهما، مضيفا أن التعاون مستمر مع روسيا خصوصاً بشأن الملفات الساخنة في المنطقة، مشيراً إلى الاستفادة من الخبرات الروسية في تنظيم كأس العالم 2022.

وفيما أشاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بالعلاقات الروسية القطرية، معربا عن أمله في أن تطلق روسيا وقطر مشاريع لوجستية مشتركة كبيرة في المستقبل القريب، شهدت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى موسكو،

توقيع روسيا وقطر مجموعة من الاتفاقيات الستراتيجية بين أبرزها اتفاقية لإنشاء منصة استثمارية مشتركة بقيمة ملياري دولار، وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتعاون الاستثماري كيريل دميترييف ورئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة أبرما اتفاقية شراكة مع المدير التنفيذي لوكالة قطر للاستثمار محمد سيف السويدي لإنشاء المنصة الجديدة وذلك بالتعاون مع صندوق الثروة السيادي القطري. وفي سياق متصل، شهدت الزيارة توقيع اتفاقية للتعاون في مجالات الرعاية الصحية والعلوم الطبية ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الثنائي في مجالات الاستجابة للتحديات الصحية العالمية، إضافة إلى توقيع مذكرتي تفاهم في مجالي المالية العامة والتربية البدنية والرياضة، كما عقد منتدى الأعمال الروسي القطري أعماله، بحضور نخبة من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين من البلدين، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما. وقال بيسكوف لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن هناك آفاقا جيدة لتوسيع التعاون التجاري متبادل المنفعة في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة، معربا عن أمله في إطلاق مشاريع لوجستية مشتركة كبرى في المستقبل القريب وتوسيع رقعة التعاون في مجال النقل بشكل عام، حيث هناك أساس جيد في مجال الاستثمارات بين البلدين، وتحدث عن نجاح الشراكة بين جهاز قطر للاستثمار والصندوق الروسي للاستثمار المباشر، مؤكدا أن روسيا مستعدة لتوقيع المزيد من الوثائق الثنائية الهامة، مشيرا إلى زيادة التدفقات السياحية المتبادلة بين البلدين، بينما قال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي إن قطر ملتزمة بتعزيز علاقاتها مع روسيا، مشيرا لفرص التعاون المشترك.