الثلاثاء 22 أبريل 2025
28°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
نجمنا الساطع سعد الفرج
play icon
كل الآراء

نجمنا الساطع سعد الفرج

Time
السبت 19 أبريل 2025
View
50
د. حمود الحطاب
شفافيات

"قوية... قوية.... قوية، ودي أصدقك لكنها قوية قوية" كلمات يكررها اهل الكويت دائما، في كل مناسبة، ويكثرون من نشرها وتداولها.

كلمات أضحكت حتى الممثلين على المسرح، مثل خالد النفيسي (رحمه الله).

كلمات خالدة مؤثرة قالها العم الممثل القدير سعد الفرح في مسرحية "حامي الديار"، حين التقى عمالقة المسرح الكويتي في مسرحية فكاهية سياسية اجتماعية، ماخلت ولا أبقت.

والكتابة عن العم سعد الفرج تحتاج إلى عمق سعد الفرج في التعبير عن مكنونات هذا الرجل القدير.

وحقيقة ان بعض الممثلين القديرين يستطيعون ان يتفوقوا على السياسيين، وممثلي الشعب في النقد، كيفما كان، سياسيا اجتماعيا ودينيا وثقافيا.

ويتميز بعض الممثلين القديرين امثال سعد الفرج، وخالد النفيسي، بأنهم في مقابلات الإعلام لهم أن يدلوا بتصريحات فيها من الحق والشجاعة، ما لا يجرؤ على قوله اقوى ممثلي الشvعب.

وودي اذكر العم سعد الفرج بمناسبة، لن يتذكر تفاصيلها بسهولة؛ كانت المناسبة هي لقائي العابر معه؛ نعم معه في سنة 1967، في مسرح الشامية، وكان عمري17 عاما، حيث تقدمت لاختبار مسرحي لاكون ممثلا في "المسرح العربي"؛ وكان العم سعد في لجنة المقابلة، هو والاستاذ عميد المسرح العربي زكي طليمات؛ وقد قدمتُ عرضاً في هذا الاختبار على المسرح، وكنت أعشق المسرح منذ طفولتي، حيث اني كنت امثل، وبجرأة على مسرح مدرسة المأمون، امام جموع غفيرة تملأ المسرح، آنذاك.

وقدمت قصيدة في ذلك الاختبار، كانت ادارة المسرح وزعتها على بعض المتقدمين مكتوبة للاختبار، وأتذكر بعضها: "يحكون ان رجلا كرديا... كان عظيم الجسم همشريا... وكان يلقي الرعب في القلوب... لكثرة السلاح في الجيوب".

وكنت في هذه الفترة طالبا في ثانوية الشويخ؛ في الصف الاول الثانوي؛ وجئت في اليوم التالي بعد الاختبار المسرحي ابحث عن نتيجة مقابلتي، فلم اجد نفسي مع الناجحين؛ وكنت قوي الشكيمة، فذهبت لادارة المسرح في الشامية، وجادلتهم لماذا رسبوني؟ فقالوا لي انك صغير السن، وهم يريدون ممثلين اكبر سناً منك، فليس لهم حاجة في مرحلتك العمرية. وقدر الله وما شاء فعل. واحببت ان الاطف العم سعد الفرج بهذه القفشة، وهذه الذكرى الطريفة.

واعود وأقول إن امثال العم سعد الفرج، والعم المرحوم خالد النفيسي، الممثل الطبيعي الذي يفهم معنى التمثيل الفكاهي، وكان ايضا صريحا في آرائه السياسية، فقد وصف معنى ممثل كوميدي في ما لا يفهمه العديد من الممثلين اليوم، قال: "إن الممثل الفكاهي ليس مهرجا في السيرك، فالممثل الفكاهي يضحك الناس على الفكرة والمواقف الخاطئة؛ ولا يضحك الناس عليه، فهو ليس مهرجا... لا يضحك الناس عليه"؟

نعم، والعديد من الممثلين الفكاهيين حاليا يسعون لاضحاك الناس عليهم؛ وليس على الرسالة التي يريد الفكاهي الممثل إيصالها للناس.

لم اقل شيئا عن العملاق العم سعد الفرح، ولم اكتب عنه نقلا عن أحد؛ بل عبرت عن اعجابي بشخصيته من خلال ثقافتي المتنوعة، واحساسي الشخصي، وتفاعلي مع العديد من مسرحياته الجميلة، رغم انني لست متابعا للفنون التمثيلية او المسرحية.

عم سعد: يقولون: "الكويت تبي تصير طبقات...طبقة، فوق طبقة فوق طبقة انت وجارك وجار جارك، وجار جار جار جارك، ويبون يسوون الشوارع جسور وقطارات: طالع من بيتك... بشتك تحت ابطك، نوطك ابو الف بجيبك... راكب قطارك؛ رايح دوامك... راجع من دوامك، صارف نوطك، بشتك تحت ابطك، راكب قطارك، راجع بيتك".

عم سعد: "ودي اصدق؛ ودي... ودي... ودي، لكن قوية... قوية... قوية".

تحياتي للعم سعد الفرج... وللحديث بقية.

كاتب كويتي

آخر الأخبار