حوارات
هناك أشخاص مضطربون، أخلاقيًّا ونفسيًّا، ومعوجّون روحيًّا، يعتقدون أنّ شأنهم، وحالهم الحياتي، لن ترتفع ما لم يحرصوا على خفض شأن الآخرين.
وتجدهم يحرصون، أشدّ الحرص، على منع الآخر من تحقيق آماله وتطلّعاته الحياتية المشروعة، وتشويه سمعته، وبثّ الأخبار الكاذبة عنه، لكي يشعروا بالراحة النفسية.
ومن بعض أسباب هذا السلوك البغيض، نذكر ما يلي:
-توارث الحقد: يحرص بعض الأفراد المضطربين نفسيًّا، والمعوجّين أخلاقيًّا على توريث ذريّتهم أحقادهم الشخصية، ضدّ شخص أو مجموعة من الأشخاص، فيرث الابن أو الابنة الحقد الطائفيّ، أو القبليّ، أو العائلي، أو الطبقي.
وربما يسعون أحيانًا، وباستماتة مجنونة، الى خفض شأن الآخر المختلف عنهم، وتعكير صفو حياته، ومن يحرص على توريث الحقد لن يجني سوى قطع الرّحم ومقت العقلاء.
-تعويض عقد النّقص: أثبتت كثير من التجارب العلمية في علم النفس حقيقة التعويض النفسيّ، فيُخْفِض الفرد المضطرب أخلاقيًّا من شأن الانسان الآخر بهدف تعويض ما يشعر به من عقد نقص، فطرية أو مكتسبة، مع أنّه لا شأن للشخص الآخر بما تعرّض له من تجارب حياتية قاسية، فلا يرتفع شأن الحانق على الآخر ما لم يخفض من شأنه، وربما ما لم يدمّر حياته!
-تأكيد الذّات: يظنّ بعض المعوجّين فكريًّا، والمضطربين أخلاقيًّا ونفسيّاً، أنهم لن يستطيعوا الحفاظ على تقديرهم لذاتهم أو تأكيدها، ما لم يضعوا نصب أعينهم خفض شأن الآخر، ومن يداوم على الاستهزاء بالآخرين، وربما يفرط في التشمّت بهم، سيؤول مصيره الى الوحدة الموحشة، وربما الإصابة بالاكتئاب، أو اضطرابات تعاطي المواد الضّارة.
-اضطرابات الشخصية: يعاني بعض من يهتمّون كثيراً بخفض شأن الآخرين، لكي يشعروا بالسعادة والاطمئنان النفسي المزيّف، إمّا من اضطراب الشخصية النرجسية، أو الشخصية الهسْتيريّة، أو الشخصية العصابية، أو السيكوباتيّة، وضعف النضج النفسي عموما.
-الغيرة المرضيّة: يعاني بعض الأفراد المضطربين من غيرة لا عقلانيّة تجاه من يشعرون أنهم أفضل منهم، فلا يتوقّفون عن التفكير بهم، أو جعلهم مادة حديث مفضّلة مع الآخرين، أو بنشر أخبار كاذبة عنهم، أو بتأليب القلوب عليهم.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@