واشنطن، عواصم - وكالات: هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ستنسحب من مفاوضات السلام في أوكرانيا، إذا استمر أي من الجانبين (روسيا وأوكرانيا) في عرقلة وقف القتال، قائلا في تصريحات للصحفيين نقلتها صحيفة "بوليتيكو" إنه "إذا قام أحد الطرفين لأي سبب كان بجعل وقف الحرب صعبا للغاية فسنقول لهم: أنتم حمقى. أنتم فظيعون. وسنمضي"، وهو ما يتفق مع تصريحات مشابهة أدلى بها وزير الخارجية ماركو روبيو، حيث قالت الصحيفة إن ترامب دعم تصريحات روبيو التي قال فيها إن الولايات المتحدة ستتراجع عن جهودها لإنهاء الحرب في أوكرانيا ما لم يظهر في القريب مسار واضح نحو السلام.
وقال ترامب "إنه (روبيو) على حق في أنه إذا استمر أي من الجانبين في عرقلة عملية وقف إطلاق النار فإن الولايات المتحدة سوف تتراجع عن جهود اتفاق السلام"، دون الإشارة إلى التمييز بين ما إذا كانت روسيا أو أوكرانيا هي التي تعرقل المحادثات، مضيفا "لكن نأمل ألا نضطر إلى ذلك."، وخلال اتصال هاتفي أجراه بالأمين العام لحلف شمال الاطلسي "ناتو" مارك روته لبحث جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، قال روبيو "أمتنا ملتزمة بالمساعدة في إنهاء الحرب لكنه إذا لم يظهر مسار واضح للسلام قريبا فإن الولايات المتحدة ستتراجع عن جهودها الرامية إلى تحقيق السلام"، بينما قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية تامي بروس إن روبيو أطلع روته على مقترح السلام الذي عرض على الوفد الأوكراني في باريس وعلى المسؤولين الروس، ونقل أمل الرئيس ترامب والولايات المتحدة في قبول المقترح وأن يؤدي إلى سلام دائم في أوكرانيا.
من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إنه يشعر بالتفاؤل بشأن المفاوضات الجارية مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلا خلال لقائه رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في روما "نظرا لأن هناك مفاوضات جارية، فلن أستبق الحكم عليها، لكننا نشعر بالتفاؤل ويحدونا الأمل بأن نتمكن من إنهاء الحرب الوحشية للغاية."
في غضون ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله "نريد أن نتخذ قرارا في لندن الأسبوع المقبل بشأن وقف إطلاق نار شامل وكامل. ثم نعتزم إجراء مفاوضات مع الروس ونقول لهم: -هذا هو العرض الأفضل والأخير لمعرفة موقف الطرفين"، مضيفا أنه "بمجرد أن نحصل على ذلك، سيتم تحديد الخطوات التالية"، مؤكدا أن الرئيس ترامب مستعد للانسحاب من المفاوضات حال عدم موافقة موسكو على الخطة، مما يضع مسؤولية النزاع على عاتق الحلفاء الأوروبيين، مضحا أن وزير دفاع أوكرانيا رستم عمروف أبلغ واشنطن بموافقة كييف بنسبة 90 في المئة على مقترح ترامب للسلام، مشيرا إلى أنه من أجل جذب روسيا لطاولة المفاوضات حول الاقتراح، يمكن لواشنطن أن تعرض على موسكو تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وربما رفع الحظر عن الأصول الروسية المجمدة في الغرب، بينما كشفت وكالة "بلومبرغ" نقلا عن مصادر، أن السلطات الأميركية مستعدة للاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضا روسية في إطار اتفاق السلام بين موسكو وكييف، قائلة إن واشنطن قدمت مقترحات لتسوية الأزمة الأوكرانية إلى حلفائها في باريس، من بينها تخفيف العقوبات ضد روسيا ورفض مناقشة عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المشروع الأميركي يسمح لروسيا بالاحتفاظ بجميع الأراضي التي أصبحت تحت سيطرتها خلال النزاع الأخير، وستستمر المناقشات حول هذه الخطط الأسبوع المقبل في لندن.
على صعيد متصل، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه مع انتهاء فترة وقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية لمنشآت الطاقة في كل من روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، لم تصدر تعليمات أخرى من الرئيس فلاديمير بوتين بهذا الصدد، بينما ذكر مسؤولون أن روسيا طردت القوات الأوكرانية من أحد آخر معاقلها الباقية في منطقة كورسك الروسية، وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على قرية أوليشنيا على الحدود مع أوكرانيا، وذكرت وكالة أنباء "تاس" أن روسيا لا تزال تقاتل لإخراج القوات الأوكرانية من قرية جورنال، على بعد نحو سبعة أميال جنوب أوليشنيا لتحرير منطقة كورسك بالكامل، حيث تدور معارك ضارية في البلدة.